
تغطية – عزت مجدي
كتبت – مريم مصطفى
شهد مسرح البالون بالعجوزة عرضًا مسرحيًا لافتًا بعنوان “الملك وأنا”، ضمن فعاليات المهرجان القومي للمسرح المصري، في تجربة فنية مزجت بين الإبهار البصري والتحديات الدرامية.
العرض من إعداد وإخراج محسن رزق، وبطولة النجمة لقاء الخميسي، وشارك فيه عدد من فناني مسرح الفنون الشعبية والاستعراضية.
تميز العرض بحضور جماهيري كبير نظرًا لدخول الجمهور بالمجان، مما أضفى حالة من التفاعل الحي مع العمل، الذي يعد معالجة مصرية لأحد أشهر الأعمال المسرحية الغنائية العالمية.
يرتكز العرض على الفيلم الأمريكي الشهير “الملك وأنا”، الذي عُرض عام 1956، وقام ببطولته آنذاك يول براينر وديبورا كار، واستُمد من رواية الكاتبة مارغريت لاندن.
وقد حافظ العمل المسرحي المصري على الشكل البصري المذهل، رغم اختلافات ملحوظة عن النص الأصلي.
أشاد الحضور بالمستوى الفني والإخراجي العالي، خاصة فيما يتعلق بالاستعراضات، وتصميم الملابس، والإضاءة، التي نُفذت بإتقان رغم الإمكانيات المحدودة.
وكان أداء لقاء الخميسي لافتًا، حيث تقمصت دور المعلمة البريطانية بأسلوب احترافي دمج بين الغناء والتمثيل والاستعراض بسلاسة.
في المقابل، أُثيرت بعض الانتقادات حول تغييرات جذرية في مضمون العمل مقارنة بالأصل، منها دمج غير مبرر بين “الملك وأنا” و”صوت الموسيقى”، ما أربك المتفرج وأضعف رسم شخصية الملك.
كما اعتبر البعض أن إدخال بعض الإسقاطات السياسية والإفيهات الخارجة أضعف من الطابع العائلي للمسرحية.
رغم ذلك، يُعد العرض محاولة جادة لإحياء المسرح الاستعراضي الحكومي، وهو ما يُحسب للقائمين عليه، كونه عرضًا ضخمًا أنتجته مؤسسات الدولة، في وقت تعاني فيه العروض المماثلة من غياب التمويل والدعم.
في النهاية، يظل “الملك وأنا” تجربة مسرحية مصرية تستحق التقدير، نجحت في جذب الجمهور وفتح نقاش حول طرق تطوير المحتوى الفني، بما يتماشى مع القيم الجمالية دون التخلي عن روح النص الأصلي.