السريحة تنزف تحت الحصار .. معاناة لا تنتهي وصرخات تبحث عن أمل
كتبت/ فاطمة محمد
في مشهد حزين من ولاية الجزيرة، شهدت قرية “السريحة” يوم الجمعة الماضي أحداثًا مأساوية خلفت وراءها دماء ودموعًا
استيقظ الأهالي على أصوات انفجارات وإطلاق نار كثيف، إذ شنت قوات الدعم السريع هجومًا عنيفًا على القرية، مستعملةً مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة
أخلف الهجوم 124 قتيلًا وأكثر من 200 جريح، فيما تم اعتقال 150 من الأهالي، وسط مشاهد موجعة من نهب واعتداءات واسعة على السكان.
نقل بعض أبناء القرية المقيمين خارج السودان حجم الكارثة، موضحين كيف باتت السريحة تحت وطأة انتهاكات جسيمة وأصوات استغاثة الأهالي الذين يفتقدون للدواء والرعاية وسط حصارٍ خانق.
تعاني ولاية الجزيرة معاناة صامتة منذ سيطرة قوات الدعم السريع عليها، خاصة عاصمتها ود مدني، في ديسمبر 2023، حيث أضحى المدنيون في دائرة الخوف مع تفاقم الانتهاكات وعمليات النهب التي طالت كل ما يمتلكونه
ومع تواصل الهجمات، انتقلت المعاناة إلى القرى القريبة من ود مدني، ما أدى إلى تدهور الوضع الأمني بشكل مروّع.
وفي مشهد آخر شهدت قرية ود النورة في يوليو الماضي مجزرة شبيهة، رحل إثرها أرواح كثيرة
وفي ظل هذه الظروف، تبادل أهالي السريحة تسجيلات صوتية يستنجدون بالقرى المجاورة، آملين في إيصال الدواء والعلاج إلى الجرحى الذين يعانون في صمت.
أكد مؤتمر الجزيرة، وهو منظمة مدنية، أن قوات الدعم السريع اقتادت 150 من أهالي السريحة إلى معتقلات، واصفًا ما جرى بأنه أحد أبشع الجرائم الإنسانية، حيث شملت الانتهاكات القتل الجماعي وتهجير العائلات، إضافةً إلى الاعتداء على النساء وكبار السن، والتعدي على الممتلكات وتدميرها.
وفي ظل هذه الأوضاع الصعبة، تزايدت الهجمات على القرى المحيطة بتمبول ورفاعة شرق الجزيرة، ما أدى إلى موجات نزوح واسعة شملت قرى عديدة. دفعت هذه الأحداث المأساوية مئات العائلات للرحيل سيرًا على الأقدام إلى أماكن أخرى، مثل حلفا الجديدة والقضارف، في مسيرة بحثٍ عن الأمان.
وفي ضوء تصاعد هذه المأساة، أدانت جهات محلية ودولية ما يحدث بولاية الجزيرة، داعيةً إلى ضرورة إنهاء الانتهاكات بحق المدنيين الأبرياء وضمان سلامتهم، مع التأكيد على محاسبة كل من ساهم في إيذاء هؤلاء السكان العزل.