
كتبت نور يوسف
في جريمة جديدة تستهدف الصحافة الفلسطينية، اغتال جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء الأحد مراسلي قناة الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع، بعد قصف خيمة مخصصة للصحفيين قرب مستشفى الشفاء الطبي في مدينة غزة، ما أسفر أيضًا عن استشهاد المصورين إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل، وعدد من الصحفيين والعاملين في الميدان.
وأفاد مراسل الجزيرة هاني الشاعر بأن طائرة مسيّرة إسرائيلية استهدفت خيمة الصحفيين الملاصقة للمستشفى، ما أدى إلى استشهاد سبعة أشخاص، بينهم الصحفي محمد الخالدي والمصور مؤمن عليوة، وفق مصادر فلسطينية.
وفي بيان لاحق، أقر جيش الاحتلال باستهداف الصحفي أنس الشريف، واصفًا إياه بـ”إرهابي تنكر بزي صحفي”، مدعيًا أنه كان قائد خلية في حركة حماس، في محاولة لتبرير جريمة الاغتيال. وكان الشريف قد تعرض خلال الأسابيع الماضية لحملة تحريض إسرائيلية واسعة بسبب تغطيته لجرائم الاحتلال والحصار المفروض على غزة.
آخر ظهور للشهيد أنس الشريف كان ظهر الأحد في نشرة الجزيرة، حيث نقل تزايد أعداد الشهداء جراء الجوع وسوء التغذية، خاصة بين الأطفال. أما الشهيد محمد قريقع فكان على الهواء مباشرة في نشرة الحصاد مساء الأحد، قبل دقائق من استهدافه، متحدثًا عن آخر التطورات الميدانية في غزة.
وشيّع المئات جثماني الشهيدين وسط هتافات غاضبة منددة بجريمة الاحتلال، بينما أكدت قناة الجزيرة أن الراحلين كانا من بين الصحفيين القلائل الذين واصلوا العمل في شمال القطاع قبل الانتقال إلى غزة لنقل الحقيقة تحت القصف.
الأمم المتحدة أعربت على لسان المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك عن تعازيها لعائلتي الضحايا، منددة بجميع عمليات قتل الصحفيين، ومؤكدة أن الإعلاميين يجب أن يؤدوا عملهم بحرية وأمان. كما قالت المقررة الأممية الخاصة بحرية الرأي إيرين خان إن “إسرائيل تحاول قتل الحقيقة لكنها لن تنجح”، ووصفت أنس الشريف بالصحفي الشجاع الذي واصل كشف الجرائم رغم المخاطر.
لجنة حماية الصحفيين عبّرت عن صدمتها، مؤكدة أن طاقم الجزيرة قُتل في هجوم مباشر على خيمة يستخدمها الصحفيون، مشيرة إلى أن الاحتلال قتل ما لا يقل عن 180 صحفيًا فلسطينيًا منذ بدء الحرب على غزة. كما نعى نادي الصحافة الأميركي الشهيدين، واصفًا الشريف بأنه من أبرز الصحفيين الذين قُتلوا في النزاع.
في السياق الفلسطيني، نعت حركة حماس الشهيدين ووصفت الجريمة بأنها “وحشية وفاشية”، محذرة من أن استهداف الصحفيين يسبق “جريمة كبرى” يخطط الاحتلال لارتكابها في مدينة غزة. فيما أكدت حركة الجهاد الإسلامي أن الاغتيال جريمة حرب تهدف لإسكات الأصوات التي تكشف مجازر الاحتلال.
يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي اغتال خلال عدوانه المستمر على القطاع عددًا من صحفيي الجزيرة، بينهم إسماعيل الغول وحسام شبات، في إطار استهداف ممنهج لوسائل الإعلام.