مقبرة الأحياء .. تفاصيل الرعب في سجن صيدنايا

كتبت/ فاطمة محمد
يُعرف سجن صيدنايا، الذي أطلق عليه “السجن الأحمر”، بأنه من أشد السجون وحشية في عهد النظام السوري بقيادة الأسد الأب والابن
وفقًا لتقارير حقوقية صادرة عن رابطة “معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا”، كان السجن مسرحًا لعمليات إعدام ممنهجة مرتين أسبوعيًا، وغالبًا ما كانت تتم شنقًا أو تحت التعذيب.
المسلخ البشري: تفاصيل الرعب داخل صيدنايا
وصفت منظمة العفو الدولية سجن صيدنايا بأنه “المسلخ البشري”، حيث عانى آلاف المعتقلين من صنوف التعذيب البشع
بين عامي 2011 و2015، شهد السجن ذروة الانتهاكات، مع تنفيذ إعدامات جماعية راح ضحيتها عشرات الآلاف، إما تحت التعذيب أو بسبب التجويع وسوء الرعاية الصحية.
يتكون السجن من بنائين رئيسيين:
البناء الأحمر: مخصص للسجناء السياسيين والأمنيين.
البناء الأبيض: استُخدم لاحتجاز السجناء الجنائيين.
وتخضع الإجراءات الأمنية حول السجن لرقابة شديدة من وزارة الدفاع السورية، دون أي تدخل للقضاء المدني.
معاناة المعتقلين وأجواء الرعب بعد التحرير
بعد تحرير سجن صيدنايا، واجه المسلحون صعوبة كبيرة في الوصول إلى البناء الأحمر بسبب تحصيناته المتقدمة ووجوده في عمق الأرض
وبعد محاولات طويلة، نجحوا في تحرير السجناء الذين كانوا يعانون من أقسى أشكال العزلة والتعذيب.
عند خروج السجناء، بدت عليهم علامات التردد والخوف وفي عنابر السجينات، ظهرت النساء مترددات في المغادرة حتى طمأنهن المحررون
ومن المشاهد المؤثرة، كان خروج طفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات ممسكًا بيد والدته، ليُطلق عليه لقب “أصغر معتقل في التاريخ”.
بعد الاستفاقه من سحابة السعادة و توقف انهمار المباركات على الحرية المفاجئة و استقبال العائلات لـ ذويهم أثارت عمليات التحرير موجة من الغضب والمطالبات بالعدالة
انتشرت رسالة مؤثرة من والدة أحد الضحايا على منصة “إكس”، تقول فيها: “لا تدعوا الجلادين يهربون.. أريد حق ابني الذي قُتل بوحشية”.
وعلّق الدفاع المدني السوري على الأحداث بقوله: “نعمل بكل طاقتنا للوصول لأمل جديد، ونستمر في البحث عن أي تفاصيل قد تكشف المزيد عن الضحايا أو المعتقلين”
جهود الدفاع المدني السوري
نشرت فرق “الخوذ البيضاء” تقارير حول عملها داخل سجن صيدنايا، في محاولة لاكتشاف أقبية أو أبواب سرية قد تكشف عن مزيد من الأسرى أو الضحايا
وذكرت عبر حسابها: “فتحنا عدة مناطق داخل السجن، بما في ذلك المطبخ والفرن، لكن حتى الآن لم نجد شيئًا”.
وأظهرت لقطات فيديو من داخل السجن السجناء وهم يتجولون في زنازينهم غير مدركين لما يجري خارج أسوار السجن، وكأنهم لا يعلمون شيئًا عن الثورة أو محاولات الإنقاذ الجارية.
يبقى سجن صيدنايا شاهدًا على أبشع الجرائم التي ارتكبها النظام السوري ضد معارضيه
ويواصل الناجون وأسر الضحايا نضالهم للحصول على العدالة وإيصال صوت من قضوا في هذا السجن المروع.