انهيار الأخلاق داخل القلعة الحمراء.. الإدارة غائبة والفوضى تعم الفريق

بقلم: عزت مجدي
تمر القلعة الحمراء بواحدة من أسوء مراحلها، ليس فقط بسبب التخبط الإداري وسوء النتائج، ولكن أيضًا بسبب الفوضى التي أصبحت عنوانًا داخل الفريق، والتي كشفت عن غياب كامل للالتزام والانضباط بين اللاعبين، في ظل إدارة فقدت السيطرة.
أزمة غرفة الملابس أصبحت أشد وضوحًا مع تفاقم مشاكل اللاعبين الكبار، وعلى رأسها الأزمات المتكررة بين محمد الشناوي، قائد الفريق، ومحمود عبد المنعم كهربا، إلى جانب تصرفات مثيرة للجدل من إمام عاشور. عدم احترام كابتن الفريق الشناوي، الذي يُفترض أن يكون رمز الانضباط والمسؤولية، يعكس مدى التدهور الذي أصاب الفريق.
الأزمات لا تقتصر على خلافات بسيطة، بل وصلت إلى مستويات مقلقة تشمل السهر والخروج عن النص، بالإضافة إلى تصرفات بعيدة عن أخلاقيات النادي. هذه الأفعال لا تليق بلاعبين يرتدون قميصًا يحمل تاريخًا عظيمًا، وتكشف عن غياب الرقابة وانعدام المحاسبة.
بين الإدارة الفاشلة واللاعبين الخارجين عن السيطرة
في ظل هذه الفوضى، تبدو الإدارة غائبة تمامًا عن المشهد. أين دورها في فرض الانضباط ومعاقبة المخطئين؟ لماذا يتم ترك اللاعبين للتصرف بحرية دون أي تدخل حاسم؟ أزمات اللاعبين داخل الفريق ليست جديدة، لكنها الآن أصبحت أكثر وضوحًا بسبب غياب الحزم الإداري الذي كان يومًا أساس قوة القلعة الحمراء.
هذه الأزمات تنعكس بشكل مباشر على أداء الفريق داخل الملعب. كيف يمكن لفريق مليء بالخلافات والسهر وقلة الالتزام أن يقدم أداءً يليق بتاريخ النادي؟ الروح، التي كانت دائمًا السلاح الأول للأهلي، تبدو الآن مفقودة، وسط غياب كامل للقيادة الحقيقية سواء من الإدارة أو داخل غرفة الملابس.
الجماهير تُقمع بينما اللاعبين يهربون من المحاسبة
وفي الوقت الذي تُقمع فيه الجماهير الحقيقية، وتُمنع من الحضور بأدواتها وتشجيعها، يتم ترك اللاعبين يهربون من المحاسبة على أخطائهم داخل وخارج الملعب. الإدارة بدلًا من أن تُصلح غرفة الملابس وتعيد الانضباط، تُوجه اهتمامها إلى تقييد صوت المدرجات بزرع أعين لمراقبة الجمهور، بينما يظل اللاعبون بلا رقابة تُذكر.
الأمل الوحيد: ثورة شاملة في كل أركان النادي
إن استمرار هذه الحالة من الفوضى واللامبالاة داخل الفريق، سواء من اللاعبين أو الإدارة، يُهدد ليس فقط حاضر النادي، بل مستقبله أيضًا. الحل الوحيد هو ثورة شاملة تبدأ من محاسبة اللاعبين وإعادة فرض الانضباط داخل غرفة الملابس، مرورًا بإعادة هيكلة الإدارة، وانتهاءً باستعادة الجماهير إلى مكانها الطبيعي كالداعم الأول للكيان.
النادي الأهلي لم يُبنى على الفوضى، بل على النظام، الاحترام، وروح القميص. إن لم تُتخذ خطوات جريئة وحاسمة الآن، فإن ما يحدث قد يُكتب في التاريخ كفصل مؤلم في قصة الكيان الذي لطالما كان رمزًا للعظمة والانتصار.