تحقيقات وتقارير

توفيق الحكيم رائد المسرح العربي وفيلسوف الأدب الخالد

 

كتبت مريم مصطفى 

في ذكرى رحيله الـ38، يعود اسم توفيق الحكيم ليضيء الساحة الثقافية مجددًا، باعتباره أحد أعمدة الأدب العربي الحديث وأحد رواده الأوائل في المسرح والرواية والفكر، لما قدّمه من إرث إبداعي لا يزال تأثيره حاضرًا حتى اليوم.

 

ولد توفيق الحكيم في الإسكندرية عام 1898، ونشأ في كنف أسرة تجمع بين الأصالة الثقافية والتعليم العصري، ما ساعده في تشكيل رؤيته الأدبية التي اتسمت بالتجديد والعمق الفلسفي. 

 

واتجه لدراسة القانون في فرنسا، وهناك انفتح على الفكر الغربي والفلسفة، وهو ما انعكس لاحقًا في أعماله التي مزجت بين الروح الشرقية والطرح العقلاني النقدي.

 

رحل الحكيم عن عالمنا في مثل هذا اليوم 26 يوليو عام 1987، بعد مسيرة أدبية وفكرية حافلة بالإسهامات، تجاوزت الرواية والمسرح لتصل إلى الفكر السياسي والاجتماعي، حيث لم يغب عن الحراك الوطني والثقافي في مصر لعقود طويلة.

 

 وقد عرف بمواقفه الوطنية وبآرائه المتحررة، ما جعله دائمًا محل جدل وتقدير.

 

من أبرز مؤلفاته: “عودة الروح”، “عصفور من الشرق”، “يوميات نائب في الأرياف”، و”الرباط المقدس”، إلى جانب روائع المسرح مثل: “أهل الكهف”، “شهرزاد”، و”الملك أوديب”، التي وضعت حجر الأساس للمسرح العربي المعاصر

 

 وُصف بأنه أول من قدّم “المسرح الذهني”، إذ كان يسعى لإثارة الفكر أكثر من عرض الحدث.

 

وفي السينما، تحوّلت العديد من رواياته إلى أفلام ناجحة، مثل: “رصاصة في القلب” (1944)، “الأيدي الناعمة” (1963)، و”الخروج من الجنة” (1967)، وامتدت أعماله لتظهر حتى في السنوات الأخيرة، أبرزها فيلم “أهل الكهف” (2024) من إخراج عمرو عرفة، وهو مقتبس من مسرحيته الشهيرة بنفس الاسم.

 

تميز توفيق الحكيم بفكر مستقبلي، فسبق عصره بطرحه لقضايا الإنسان، العقل، الدين، والحرية بأسلوب رمزي ذكي، جعله يكتب للنخبة وللجمهور معًا. 

 

وترك أيضًا تأثيرًا في جيل من الكتاب والمفكرين أمثال نجيب محفوظ ويوسف إدريس.

 

في ذكرى رحيله، يبقى توفيق الحكيم أحد أعمدة الثقافة العربية، وفارس الكلمة الهادئة التي أحدثت ضجيجًا فكريًا ما زال يتردد صداه.

script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-6898956440328841" crossorigin="anonymous">
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى