منوعات
أخر الأخبار

جريمة مقتل جيسيكا سويفت – “مكالمة منتصف الليل”

كتبت / رنيم علاء نور الدين 

في ليلة خريفية من نوفمبر 1999، كانت جيسيكا سويفت، طالبة جامعية في سنتها الأخيرة، تستعد للذهاب إلى النوم في سكن الطالبات داخل حرم جامعة نورث كارولاينا. أغلقت كتبها، وكتبت في دفتر مذكراتها جملة قصيرة: “اليوم كان هادئًا… وغدًا سيكون أجمل”. لم تكن تعلم أن الغد لن يأتي.

في تمام الساعة 12:42 صباحًا، تلقى هاتفها المحمول مكالمة قصيرة، استمرت 33 ثانية فقط. بعدها بدقائق، خرجت من غرفتها بملابس النوم، تاركة الباب مواربًا.

عند السابعة صباحًا، وجدت زميلتها في الغرفة الباب مفتوحًا، لكنها لم تجد جيسيكا. أبلغت الإدارة فورًا، وبدأ البحث. بعد ساعات، تم العثور على جسدها خلف مبنى الخدمات، مغطى ببطانية قديمة، وآثار الخنق واضحة حول رقبتها.

كانت الجريمة صادمة، ليس فقط لبشاعتها، بل لغموضها. لا كاميرات أظهرت الفاعل، ولا شهود رأوا شيئًا. الشرطة بدأت تتبع آخر المكالمات على هاتفها، لتكتشف أن الرقم المجهول يعود إلى موظف سابق في الكافتيريا الجامعية يُدعى دواين ميلر، تم فصله قبل أشهر بعد بلاغ تحرش.

عند مداهمة شقته، وجد المحققون مذكرات بخط يده، كتب فيها عن “ملاك الجامعة”، و”الطاهرة التي ستذهب معه إلى الأبد”. الأدلة زادت حين وُجد حمضه النووي تحت أظافر جيسيكا.

في التحقيق، ظل دواين صامتًا، لا يعترف ولا ينكر، فقط يبتسم ابتسامة باردة.

في المحكمة، وُصفت الجريمة بأنها عمل مدروس سبقته مراقبة طويلة. وقال الادعاء: “جيسيكا لم تمت في لحظة جنون، بل في لحظة قرار”.

حُكم على دواين ميلر بالسجن مدى الحياة دون إمكانية الإفراج المشروط.

اليوم، تُذكر جيسيكا في الجامعة كل عام، وتُمنح منحة دراسية باسمها لطالبات الأدب. لكن ذكراها الحقيقية… محفورة في كل ممر مرّت به، وكل دفتر دوّنت فيه أحلامها الصغيرة.

script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-6898956440328841" crossorigin="anonymous">
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى