“الحشيش ليس حرام” إيقاف الدكتورة سعاد صالح بعد العديد من الفتاوى المثيرة للجدل

كتبت/ فاطمة محمد 

قررت جامعة الأزهر رسميًا إيقاف الدكتورة سعاد صالح، أستاذة الفقه المقارن، عن العمل مؤقتًا لحين انتهاء التحقيقات معها، وذلك على خلفية تصريحات مثيرة للجدل أدلت بها مؤخرًا خلال مداخلة تلفزيونية، قالت فيها إن شرب الحشيش “قد لا يكون محرمًا” لعدم وجود نص صريح يحرّمه، ولأنه لا يُعد من المسكرات وفق رأيها.

هذه التصريحات أثارت حالة من الغضب والانتقاد الواسع بين علماء الدين والمؤسسات الرسمية، معتبرين أنها تمثل تضليلًا للرأي العام وتتنافى مع الفتاوى المستقرة لدى جمهور العلماء.

ردود فعل رسمية وعلمية

في أول رد رسمي، أكد الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية ووزير الأوقاف، أن مخدر الحشيش حرام كحرمة الخمر سواء بسواء، محذرًا من محاولات تبرير تعاطيه أو التهوين من خطره، لا سيما إذا صدرت عن شخصيات أكاديمية أو إعلامية مؤثرة.

وقال الأزهري: الادعاء بأن الحشيش حلال هو خطأ فادح يفتح أبواب الانحراف والإدمان، ويشكل خطرًا بالغًا على المجتمع

وأشار إلى أن تحريم الحشيش مسألة محسومة في كتب الفقهاء القدامى، مثل:

“زهر العريش في تحريم الحشيش” للإمام بدر الدين الزركشي

و“واضح البرهان على تحريم الخمر والحشيش في القرآن” للعلامة عبد الله بن الصديق

وأضاف أن الاستسهال في تعاطي الحشيش أو ترويج تحليله يعد جريمة دينية وأخلاقية، ويزداد الإثم إن كان المتعاطي يقود مركبة أو يعمل في مجال يعرض الآخرين للخطر.

تقرير صندوق مكافحة الإدمان

من جهته، أصدر صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي بيانًا حذّر فيه من الآثار المدمّرة لمخدر الحشيش على الصحة الجسدية والنفسية، مؤكدًا أن:

الحشيش يحتوي على مادة تسبب الهلاوس والضلالات

يسبب تليف الرئة، الربو، انخفاض ضغط الدم، ضعف التركيز، فقدان الشهية، ضعف القدرة الجنسية

يؤدي إلى القلق، الاكتئاب، اضطرابات سلوكية، خلل في إدراك المسافات والزمن

كما أشار إلى أن تقريرًا للأمم المتحدة كشف أن احتمالية تسبب السائقين المتعاطين للحشيش في الحوادث تزيد بمقدار ثلاثة أضعاف مقارنة بغيرهم”

وأكد الصندوق أن أكثر من 50% من المتقدمين للعلاج عبر الخط الساخن 16023 يتعاطون الحشيش، وهو ما يعكس مدى انتشار الخطر.

على صعيد آخر سبق وأن شاركت الدكتورة سعاد صالح في مداخلة هاتفية على قناة صدى البلد، عبّرت فيها عن صدمتها مما اعتبرته “عبثًا فكريًا” يتم ترويجه بخصوص المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث، على خلفية تصريحات للدكتور سعد الدين الهلالي.

وقالت صالح بغضب: آيات الميراث في سورة النساء قطعية الدلالة والثبوت، ولا يملك أحد تعديلها أو الاجتهاد فيها… فمن يملك أن يخالف أمر الله الصريح؟

وأكدت أن الميراث ليس مجالًا للاجتهاد

وأن القرآن ليس نصًا قابلًا للتفصيل حسب ضغوط المجتمع أو الفكر الحداثي

وحتى النبي محمد ﷺ لم يكن له الحق في تغيير أي نص قرآني

ودعت مشيخة الأزهر ورئاسة الجمهورية للتصدي لمثل هذه التصريحات التي وصفتها بأنها “دعوات مسمومة تهدد الثوابت وتشوه صورة الإسلام”.

واختتمت حديثها بأن من يعبث بحقوق الله وحدوده، فقد ظلم نفسه وظلم غيره، ولن يسكت الأزهر الشريف عن هذه التجاوزات الخطيرة

بين التصريحات الجدلية حول “إباحة الحشيش” و”ثوابت الميراث”، وجدت سعاد صالح نفسها في مرمى النيران من جهات دينية وطبية ورسمية، وسط تأكيد أن التحقيقات ما زالت جارية لتقييم ما إن كانت هذه التصريحات تتنافى مع الدور الأكاديمي والعلمي المنوط بأساتذة الأزهر.