“دعم القيم الاخلاقية لمواجهة الشائعات” ضمن حملة اتحقق قبل ما تصدق ببورسعيد

علاء حمدي
في إطار حملة قطاع الإعلام الداخلي ﴿اتحقق …قبل ما تصدق﴾ وذلك للتصدى للشائعات والحملات التى تستهدف زعزعة الأمن القومى وزعزعة الثقة فى المؤسسات الوطنية والتشكيك فى الانجازات القومية، والتي تتم من خلال عقد لقاءات جماهيرية تستمر حتى نهاية يناير ٢٠٢٥ والتي والتي تنفذ عبر مراكزه المنتشرة بكافة أنحاء الجمهورية لتوعية المواطنين تحت إشراف الدكتور أحمد يحيى رئيس القطاع. عقد مجمع إعلام بورسعيد ندوة استهدفت عدد من شباب الجامعات و بعض مسئولي ادارة التنمية المستدامة بمديرية التربية و التعليم و مديرية الزراعة و مسئولي الشباب و الرياضة و بعض موظفي الاحياء و اعضاء جمعيات اهلية . و ذلك بحضور الاستاذة سماح حامد مدير مجمع أعلام بورسعيد و فضيلة الشيخ محمد الحديدي كبير ائمة باوقاف بورسعيد و الدكتورة اماني ايوب الاستاذ بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية و الاستاذة هالة جميل مدير ادارة التنمية المستدامة بمديرية التربية و التعليم و الاستاذة سميرة فوزي مدير ادارة الاعلام و التوعية بجمعية تنمية المشروعات الصغيرة ، هذا و قد دار اللقاء حول مصطلح حروب الجيل الرابع و الحروب الناعمة حيث تشكل الآفات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ساحة خصبة لها ، فيقوم العدو بتنظيم أنشطته وفعالياته عبر تشخيصه بؤر آفات المجتمع المستهدف، ويعمل على توسيع رقعة تحركه من خلال إيجاد انحرافات وآفات جديدة ، ولمواجهة هذه الحرب الناعمة التي تغزو ارضنا ومجتمعنا وابنائنا يجب توعية وتثقيف الجميع وكشف هذه الأهداف أمامهم”. ومعرفة أننا في حالة حرب دائمة والتي تتطلب المواجهة المستمرة من خلال العمل الدؤوب حيث ان الاعداء فشلوا في تحقيق أهدافهم في الحرب العسكرية حتى لجأوا إلى حرب ناعمة فيجب العمل على إفشال أهدافهم فيها ولندرك جميعًا بأن الأمم تبنى بالوعي السليم، والإرادة القوية، والعمل الجاد المتواصل؛ لتتحقق النهضة المنشودة بعيدًا عن الشعارات الزائفة التي تدعو لهدم كيان الدولة وتدميرها، والقضاء على مستقبل الأجيال الحالية والمستقبلية، وهذا لن يحدث في مصرنا الغالية بفضل الله والمخلصين من أبناء الوطن كل في موقعه، تحت قيادة سياسية واعية. وتم التأكيد علي ان اهم ادوات هذه الحروب هي الشائعات و التي يتم فيها خلّط للحقائق بالمعلومات المغلوطة و الأفكار المسمومة مع العمل علي إحداث شرخ ما بين أفراد العائلة بسبب تعدد الخيارات غير الواقعية وحل الروابط الوجدانية بين الأهل، وكثيرة هي العلاقات التي هُدمت والأسر التي تفككت بسبب الشائعات و التي تعد قوام الحرب الناعمة بإستبدال الدبابة بالإعلام، والجيوش بالعملاء، والإحتلال المادي بالإحتلال الفكري والإيديولوجي،لان القوة الناعمة هي أيضا قوة سحرية يحصل أصحابها والمخططون لها على ما يريدون بقوة الأفكار والأدب والمسرح والإعلانات والمواقع الإلكترونية والبرامج الفنية سواء باللغة الغربية أو اللغة العربية التي تنتصر لمضمون غربي تغريبي. و توفر عوامل هدم من الداخل للمجتمعات بكل السبل المتاحة فالغزو الفكري والحرب الناعمة تعتبر أحد الحروب الكفيلة بابتلاع أي بلد بكل سهولة دون أدني خسائر تذكر من خلال ما يقوم به العدو و ادواته الهدامة لخير دليل على انهم يمضون وبكل امكانياته في هذا المجال لنشر الرذيلة والفساد في أوساط المجتمع من خلال وسائلهم المتعددة والتي تتمحور حول الحرب الناعمة والتي من شانها تفتيت بنية المجتمع وتمزيق أوصاله من الداخل والتي يسعون من خلالها الى هدم المبادئ والقيم الدينية التي تحافظ على عزة وكرامة الشعوب.
كما تم التاكيد علي ضرورة التحقق من اي حدث او كلام وقد حرَّم الإسلام نشر الشائعات وترويجها، وتوعَّد فاعل ذلك بالعقاب الأليم في الدنيا والآخرة؛، فكيف الحال بمن يعمل على نشر الشائعات بالفعل! كما أشارت النصوص الشرعية إلى أن نشر الشائعات من شأن المنافقين وضعاف النفوس، وداخلٌ في نطاق الكذب، وهو محرَّم شرعًا. لهذا كله، جفَّف الإسلام في سبيل التَّصَدِّي لنشر الشائعات منابعَها؛ فألزم الشرعُ المسلمين بالتَّثَبُّت من الأخبار قبل بناء الأحكام عليها؛ فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ وأُولى خطوات السلوك القويم إذا راجت شائعةٌ ما خطيرةٌ هي حسنُ الظن بالغير الذي تتعلق به هذه الشائعة ، وثانيها التحقق ومطالبة مروجي الشائعة بأدلتهم عليها والسؤال عمّن شهدها ، وثالثها: عدم تلقي الشائعة بالألسن وتناقلها ، ورابعها عدم الخوض فيما لا عِلم للإنسان به ولم يقم عليه دليلٌ صحيح ، وخامسها عدم التهاون والتساهل في أمر الشائعة، بل اعتبارها أمرًا عظيمًا؛ لما فيها من الوقوع في أعراض الناس وإثارة الفتن والإرجاف في الأرض ، وسادسها تنزيهُ السمع عن مجرد الاستماع إلى ما يسيء إلى الغير، واستنكارُ التلفظ به؛ كما أرشدنا المولى تبارك وتعالى بقوله: ﴿وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ﴾
وتم التأكيد علي انه بشكل تلقائي الشائعات تعمل على صرف النظر عن كيفية الحلول للمشكلات الرئيسية في اَي دولة وتستنزف المجتمع والدولة والمقيمين بها.
كما تجعل من الرأي العام رأياً مضللاً وقوةً ضاغطةً تفرض هيمنتها على الحكومة وصانعي القرار فيها باعتبارها قوة اجتماعية لها وقعها فيما يُشرع من قوانين وأحكام، ممّا يؤدّي إلى العجلة إقرار بعض القوانين أو التمهل للتراجع عن البعض الآخر بشكل لا تتحقق به المصلحة العامة، وتزيف معه الحقائق، وتُسلب به الحقوق.
و اختتم اللقاء بالتأكيد علي ان
الشائعات تعتبر من أخطر الأسلحة المدمرة للمجتمعات والأشخاص على السواء، فكم أقلقت الشائعة من أبرياء، وكم حطمت من عظماء، وكم تسببت الشائعات في جرائم، وكم فككت من علاقات وصداقات استمرت طويلًا، وكم هزمت الشائعات من جيوش، وكم أخرت في سير أقوام نحو التقدم والإزدهار.
فالناس فى العصر الحالى يستغلون التقدم التكنولوجى الهائل والرهيب الذى حظيت به هذه الشبكة في الإساة للغير سواء عن حق أو باطل، حتى غدا (الإنترنت) منبرًا لترويج الشائعات الباطلة داخل المجتمع، وهذا بدوره أدى إلى انتشار الشائعات بشكل أسرع مما كانت عليه من قبل.
هذا و قد شارك في اعداد و تنفيذ الندوة الاستاذة نيفين كامل و الاستاذ محمد برهامي اخصائيين إعلام بمجمع إعلام بورسعيد والأستاذ محمد رخا فني مجمع أعلام بورسعيد