عرب و عالم

خطة ترامب المفاجئة لغزة: مشروع سياحي أم مناورة سياسية؟

كتبت/ فاطمة محمد 

في خطوة غير متوقعة، كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن رؤيته لمستقبل قطاع غزة، والتي تتضمن احتمال “سيطرته” على القطاع وتحويله إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”.

ووفقًا لموقع أكسيوس، فإن هذا الطرح جاء كمفاجأة للعديد من مستشاريه، وأثار ردود فعل متباينة؛ حيث لاقى ترحيبًا في الأوساط اليمينية الإسرائيلية، بينما قوبل بقلق في العواصم العربية

كما أشار الموقع لأن ترامب عَمِل على هذا المقترح لما لا يقل عن شهرين، وطرحه لعدم وجود “أفكار جديدة” بخصوص غزة، وفقًا لما نقله مسؤول أميركي.

التوقيت الحساس والتداعيات المحتملة

يأتي إعلان ترامب في توقيت حساس، حيث يتزامن مع وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، لجانب تنفيذ صفقة تبادل الأسرى

ويرى البعض أن هذه الخطة قد تدفع نتنياهو لاستئناف عملياته العسكرية بدلًا من إيجاد حل سياسي دائم

تحويل غزة إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”؟

بعد لقائه بـ نتنياهو في المكتب البيضاوي، قدم ترامب تصوره لإعادة إعمار غزة وتحويلها لوجهة سياحية عالمية، وهو ما أثار دهشة الصحفيين وحتى بعض مستشاريه الذين لم يكونوا على علم مسبق بالخطة.

ورحب مسؤول إسرائيلي كبير بالخطة، ووصفها بـ “العبقرية”، بينما أبدت مصر والأردن وفلسطين انزعاجها من حديثه المتكرر عن إمكانية تهجير الفلسطينيين من القطاع.

كما أثارت تصريحاته قلقًا كبيرًا في السعودية، خاصة بعد تلميحه لدور المملكة في تنفيذ مشروعه

وردًا على ذلك، نفت وزارة الخارجية السعودية أي تغيير في موقفها بشأن ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة قبل أي خطوات أخرى تتعلق بالتطبيع مع إسرائيل.

يرى ترامب أن غزة تمثل “عقارًا استراتيجيًا” يمكن أن يكون محور صفقة إقليمية تضم إسرائيل والسعودية ودولًا أخرى. إلا أن خطته تتجاهل التاريخ المؤلم الذي عانى منه الفلسطينيون بسبب التهجير المستمر

ووفقًا لمصدر مقرب من ترامب، فإن الرئيس السابق “أراد تحدي الخطاب السائد” عبر طرح أفكار غير تقليدية.

تأثير الخطة على اتفاق وقف إطلاق النار

تطرح خطة ترامب تساؤلات حول مدى تأثيرها على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، حيث بدأت الأطراف المعنية بتنفيذ المرحلة الأولى، مع استمرار المفاوضات حول المرحلة الثانية

ويرى محللون أن هذه التصريحات قد تزيد من شعبية حماس داخل القطاع، مما قد يدفع الحركة إلى تعليق تنفيذ صفقة تبادل الأسرى.

تحركات دبلوماسية مرتقبة

في ظل هذه المستجدات، يترقب المجتمع الدولي زيارة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني واشنطن الأسبوع المقبل، تليها زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للقاء ترامب

ومن المتوقع أن تشهد هذه الاجتماعات نقاشات حادة حول خطة ترامب وتأثيرها على استقرار المنطقة.

خطة غير واقعية أم مناورة سياسية؟

ما زالت خطة ترامب بشأن غزة تثير جدلًا واسعًا بين الترحيب الإسرائيلي والرفض العربي، وسط تساؤلات حول مدى واقعيتها وإمكانية تنفيذها في ظل الظروف الحالية

فهل هي مجرد مناورة سياسية تهدف للضغط على الأطراف الفاعلة، أم أنها تعكس بالفعل رؤية ترامب لمستقبل القطاع؟

script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-6898956440328841" crossorigin="anonymous">
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى