شبح الطفل ديفيد

 كتبت : رنيم علاء نور الدين 

هناك حروب يوميه تدور من حولنا و نحاربها بكل شجاعة ويمكنا أن نتصر أو نُهزم ودائماً هناك سبب لتلك الحروب ، فأذا أنتصرنا فيها سيكون السبب أننا ادركنا نقطة ضعف خصمنا أو العكس ، في النهاية نحن نُحارب خصم نعلم عنه ونعلم السبب الذي نحاربه من أجله لكن ماذا تقول إذا كان خصمك ليس من البشر ولا تعلم لما هو يحاربك حتى و لا تعلم كيف تتخلص منه ، ماذا ستفعل أن كان خصمك لطفل صغير ؟ . 

في شهر أغسطس لعام 2017 ، كاتب قصص مصورة ورسام مشهور يدعى أدم ايليس قرر أن يتنقل إلي شقة بمنطقة نيورك لكي يحظي بحياة مستقلة بعيدة عن أهله ولهذا قرر أن يذهب إلي مدينة أحلامة “نيورك ” ، لكنه لم يعلم بمجرد أن يذهب إلي هناك أن حياته ستتحول إلي كابوس لن يسطتيع أن يفق منه . 

منذ أول ليلة أقامها بالمنزل حلم بحلم غريب ، كان عبارة أن هناك طفل يجلس بالمقعد المتواجد بجانب السرير وكلما كان يحاول أن يتحرك لا يستطيع كأن شئ ما ممسك به وعندما يستطيع أن يتحرك كان الطفل يتقرب منه ويقوم بالصراخ بوجه وعندها كان يستيقظ أدم من النوم …..عندما وجد أدم أن الأمر يتكرر معه أكثر من مرة قرر أن يتحدث عن الأمر علي حسابه الخاص في تويتر “@dickhead-moby” ، وصف أدم الطفل الذي يظهر له بأن وجه مشوه و ضخم و بأنه طفل صغير ، ظل يظهر له في أحلامة كثيراً حتى أتى يوم و ظهر ضيف أخر لأدم.

ففي مرة ظهرت فتاة وتحدثت مع أدم و قالت له التالي : 

أنت تري عزيزي ديفيد ليرد عليها بالأيجاب أنه يراه و هنا علم أن ذلك الطفل يسمي ديفيد ، وأكملت أنه مسموح له أن يسأل ديفيد بسؤالين وقبل كل سؤال يقول عزيزي ديفيد و أنه سيأتي له في الكوابيس المرة القادمة ليسأله ، بعد زيارة الفتاة لأدم كانت الأوضاع هادئة مما جعل أدم يعتقد أن الأمر انتهى و أن ديفيد لن يظهر له كما ادعت الفتاة ،فهو لم يحلم بأي كوابيس لمدة أسبوع فكان بالنسبة له الجنة لكنه مسكين لم يكن يعلم أنه يرتكب خطأ . 

في الأسبوع التالي وجد أدم نفسه يحلم بديفيد مرة أخري لكنه كان بالشكل الطبيعي و هنا قرر أن يقوم بسؤاله كما أمرت الفتاة ، فبدأ الحديث بعزيزي ديفيد ثم قام بسؤاله التالي : مالذي حدث لك ،ليرد عليه بأنه تعرض لحادث في متجر ، وقام بسؤاله الثاني : عزيزي ديفيد كيف مت ، ليرد عليه أن هناك رف وقع عليه ، وبسبب فضول أدم قام بسؤاله للمرة التالته وهنا ارتكب خطأ كبير لأنه ليس مسموح له إلا بسؤالين فقط ، لهذا تبدلت ملامح ديفيد وعاد للشكل المخيف مرة أخرى وبعدها بدء ديفيد يظهر بشكل يومي لأدم بشكل مخيف ولم يكن أمام ديفيد سوي أن يجد منزل أخر ليتخلص من هذا الكابوس ، فتلك الطريقة هي المهرب الأسهل له ، فهل تخلص منه حقاً ؟. 

قرر أدم أن ينتقل لشقة أخرى في ذات العمارة ومن بعدها لم يظهر له ديفيد في الأحلام و هنا شعر أدم بالأنتصار عليه لكنه لم يعلم أن ديفيد بطل أن يظهر له بالأحلام وسيظهر له في الحقيقة أيضاً ، ولم يكتفي بأدم فقط بل قرر أن يظهر لأشخاص أخري لكنها ليس لها ذنب في الأمر ، تلك الأشخاص هم قطط أدم ، فكانت بداية الأمر عندما وجد أدم أن حيوانته تنظر بشكل مستمر لأسفل عاتبه الشقة فكان في حيرة من تكرار الأمر بشكل يومي في ساعة معينه ، لذلك قرر أن يري ماذا يحدث مع قططه خصوصاً بعدما بدء يسمع أن هناك خبط علي بابه ثم يتحول هذا الخبط لرزع بشكل مخيف ، فقرر أن ينظر من العين السحرية للمنزل حتى يري مالذي يحدث وهنا تفاجئ لما رأه . 

رأى أدم أن هناك ظل أسود فأعتقد أن هذا ظل للركن الخاص بالأحذية ، فأحضر على الفور كاميرته وقام بتصويره حتى يرى بوضوح وهنا علم أن هذا الظل يعود لديفيد وأن ديفيد أتى معه عندما قام بالأنتقال كأنه يقول له لن تتخلص مني أبداً ، وأن الأمر تنقل لحيواناته وأصبحت الحرب مع الجميع ليس معه هو فقط ، لكن أدم قرر أن يتجاهل كل هذا وكأن شئ لم يحدث وأنه لم يُقابل ديفيد هذا من الأصل وهذا ما أغضب ديفيد أكثر منه لهذا ديفيد فعل شئ جعل الخوف يمتلك أدم . 

في اليوم التالي كالمعتاد خرج أدم من منزله حتى يذهب إلي عمله ولم يكن يخطر في باله شئ فكان كل شئ بالنسبه لأدم طبيعي لكنه عندما نظر إلي الجانب الأخر وجد شئ غريب ، كان أدم دائماً يجد أن جراج العمارة مغلق ولكن تلك المرة وجده مفتوح و وجد أن في منتصفه كرسي الذي كان يجلس عليه ديفيد عندما كان يظهر له وهذا يعني أن مهما ظن أن الأمر طبيعي فهو ليس بطبيعي و أنه لن يتركه ، بعد هذا الموقف كان أدم يشعر بالخوف الشديد لأن الأمر تنقل إلي العالم الواقعي و كان يشعر بالضغط الشديد من كل الجوانب فكان لا يستطيع أن يعمل بشكل طبيعي و بدل أن تدهور حياته النفسية فقط مما يحدث ، تدهورت حياته العملية و الجسدية ، فقرر أن يأخذ قسط من الراحة و يترك المدينة و يسافر في رحلة للأسترخاء . 

لكن حتى إذا كان في نهاية العالم لن يتركه ديفيد ، فعندما كان أدم يتجول في أركان المدينة كان يري طيف ديفيد في كل مكان ، وفي يوم وجد اتصال من رقم غريب يتصل به وعندما كان يجيب كان هناك صوت غريب يتحدث له و يقم بالصراخ ، استمر هذا الحال في فتره سفر أدم حتى أتى اليوم الأخير قبل ميعاد رحيله ….عندما كان يجلس في المطبخ رأي طيف ديفيد يراقبه من بعيد فتجاهل الأمر ، لكن تكرر الأمر عندما شعر أن شخص ما يجلس بالقرب منه و هو نائم وعندما استيقظ وجد أن ديفيد ينظر إليه فقام بإلتقاط صوره له ، وعندما عاد من رحلته وجد شئ أخر . 

عندما عاد أدم وجد أن حيوانه في حالة اعياء شديد و أن أثاث المنزل متغير وعندما شاهد كاميرات المراقبة وجد أن هناك ظل لطفل صغير هو من يقوم بهذا ، ففكر أدم أن يأتي براهب ليقوم بطقوس دينية …وعندما أتي وفي منتصف الطقوس ، أنقطع النور و شئ ما قام برفع الراهب و رميه للخارج و نصحه الراهب أن يترك العمارة ذاتها وينتقل إلي مكان بعيد وبالفعل هذا مقام به أدم و من بعدها كل شئ توقف .

نشر أدم علي حسابه الخاص بتويتر القصة كاملة و من بعدها لم يكتب شئ وهذا يدل علي أن لم يحدث شئ أخر معه بعدما أنتقل لمنزل أخر ، تحولت قصة أدم لفيلم يسمي Dear David تم عرضه في شهر أغسطس عام 2017 …بعد قرأتك لهذا المقال هل تصدق ما حدث أم تجدها خيالية .