كلمة أيمن الصفدي رئيس الدورة العادية 163 لمجلس جامعة الدول العربية

علاء حمدي
تم اليوم القاء كلمة معالي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين السيد أيمن الصفدي رئيس الدورة العادية 163 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري (23 نيسان/ ابريل 2025) وزارة الخارجية وشؤون المغتربين المملكة الأردنية الهاشمية حيث قال فيها :
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد،
النبي العربي الهاشمي الأمين
الزملاء الأعزاء،
أبدأ بالشكر لمعالي الأخ الدكتور شائع محسن الزنداني، وزير الخارجية وشؤون المغتربين في الجمهورية اليمنية الشقيقة على جهوده الطيبة خلال ترؤسه الدورة السابقة. وأشكرك وفريقك، معالي الأمين العام، على سعيكم الدائم لتطوير عمل جامعتنا العربية، التي انطلقت قبل ثمانين عاما، مظلة للعمل العربي المشترك.
وسنعمل معكم جميعا، الزملاء الأعزاء، خلال رئاسة المملكة الأردنية الهاشمية للدورة العادية الحالية لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري، على تفعيل عملنا الجماعي للتصدي للتحديات التي تعصف بمنطقتنا، ولخدمة مصالحنا، والإسهام في تحقيق الأمن والاستقرار والسلام العادل.
ولن يتحقق هذا السلام ما لم يحصل الشعب الفلسطيني الشقيق على حقوقه كاملة. يجب أن تتجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران ١٩٦٧، لتعيش بأمن إلى جانب إسرائيل، وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، سبيلا وحيدا لتحقيق السلام العادل والشامل الذي نريده جميعا.
ولا أولوية تتقدم اليوم على وقف العدوان الاسرائيلي على غزة وإنهاء ما يعانيه أهلنا في القطاع من قتل وتدمير وتجويع وحرمان من كل مقومات الحياة.
وسيستمر الأردن في العمل مع الأشقاء ومع المجتمع الدولي من أجل التوصل لوقفٍ فوري لإطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية الكافية إلى القطاع. وندعم الجهود التي تقوم بها جمهورية مصر العربية ودولة قطر الشقيقتين والولايات المتحدة الأميركية لتحقيق ذلك. ونؤكد ضرورة تنفيذ اتفاقية التبادل التي أنجزت بجهودهم بكل مراحلها.
كما سنستمر في المملكة بالقيام بكل ما نستطيعه لوقف الإجراءات الإسرائيلية التصعيدية اللاشرعية في الضفة الغربية المحتلة والتي تدفع نحو تفجر الأوضاع،
وتقوض حل الدولتين، وسنظل نكرس كل إمكاناتنا من أجل حماية مقدسات القدس الإسلامية والمسيحية وهويتها، والوضع التاريخي والقانوني القائم فيها، في إطار الوصاية الهاشمية التاريخية عليها.
الزملاء الأعزاء،
يروج المتطرفون في الحكومة الإسرائيلية وفي إسرائيل أنهم يمضون في حروبهم حماية لأمن إسرائيل من خطر يحيط بها من كل الجهات. العالم كله يعرف بطلان هذه الادعاءات. السلام العادل هو الضامن الوحيد لأمن المنطقة وشعوبها كلهم. ونحن كلنا نريد السلام العادل والشامل الذي يلبي الحقوق وتقبله الشعوب، كما أكدت مبادرة
السلام العربية للعام ٢٠٠٢ بموقف عربي واضح بيّن يفند جميع هذه المزاعم.
أصحاب المعالي والسعادة،
يرفرف علم سوريا الجديدة اليوم عاليا في جامعتا العربية، حاملا وعد إعادة بناء الوطن السوري الآمن المستقر بعد سنوات طويلة من القهر والقتل والمعاناة. نرحب بك معالي الأخ أسعد الشيباني في حضورك الأول لدورة عادية لمجلسنا الوزاري، ونؤكد وقوفنا معكم في جهود إعادة بناء سوريا على الأسس التي تضمن وحدتها وأمنها وتماسكها وسيادتها، وتخلصها من الإرهاب، وتهيء ظروف العودة الطوعية للاجئين، وتحقق طموحات الشعب السوري الشقيق وتحفظ حقوق كل مكوناته.
عانى الشعب السوري الشقيق طويلا وكثيرا. ويستحق منا جميعا أن نقف معه في لحظة الأمل التاريخية هذه.
كما أرحب بك، معالي الأخ يوسف رجي، وأوكد تضامننا المطلق مع لبنان وأمنه وسيادته واستقراره، ووقوفنا معكم في مواجهة كل ما يهددهم.
وندعم الشرعية اليمنية في جهود إنهاء الأزمة اليمنية وفق المرجعيات المعتمدة، ونقف مع الأشقاء في ليبيا، ونؤكد أهمية إسناد العملية السياسية المستهدفة التوصل لحل ليبي للأزمة، ونشدد على ضرورة استعادة السودان الشقيق سلمه الأهلي.
ونرحب بك معالي وزير الخارجية السوداني المكلف، الدكتور حسين الأمين الفاضل في حضورك الأول أيضاً لجلسة لدورة عادية في مجلس الجامعة، وأؤكد أننا جميعاً نقف إلى جانب السودان الشقيق وأمنه واستقراره.
الزملاء الأعزاء،
قبل ثمانية عقود، ولدت الجامعة العربية من اقتناع راسخ بوحدة مصيرنا، وترابط أمننا، وضرورة عملنا المشترك من أجل حماية حقوقنا، وخدمة قضايانا، وتلبية طموحات شعوبنا، وبناء المستقبل المشرق الذي يستحقون.
في هذا الزمن العربي العصيب، نحتاج الجامعة العربية أكثر من أي وقت مضى، ونحتاج تطوير أدوات عملها وزيادة فاعليتها، ذاك أن عملنا المشترك مصدر قوة لنا ولقضايانا ولهدفنا خدمة أمتنا. وستبقى المملكة الأردنية الهاشمية تعمل مع جميع الأشقاء من أجل تعزيز العمل العربي الجماعي، وتكريس التضامن العربي، لبناء المستقبل العربي الآمن المستقر المنجز.
شكرا لكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.