زيارة ترامب لقطر تسلط الضوء على تحولات العلاقة بين الدوحة وواشنطن منذ أزمة 2017
كتبت/ فاطمة محمد
وصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم، للعاصمة القطرية الدوحة، في زيارة تُعدّ محطته الثانية ضمن جولته في الشرق الأوسط
ومن المتوقع أن تتضمن الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات التجارية وتعزيز التعاون بين البلدين.
وتأتي هذه الزيارة في سياق تطور ملحوظ شهدته العلاقات القطرية الأميركية على مدى السنوات الماضية، بعد مرحلة توتر خلال الأزمة الخليجية عام 2017، حين قاطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر دولة قطر، متهمة إياها بدعم جماعات متطرفة والتقارب مع إيران.
وفي ذلك الحين، أبدى ترامب دعمه الصريح للموقف الخليجي عبر تصريحات علنية، إلا أن هذا التوجه قوبل بمواقف أكثر توازنًا من وزارتي الخارجية والدفاع الأميركيتين، اللتين شددتا على أهمية وحدة الصف الخليجي وأكدتا الدور المهم الذي تلعبه قطر في مكافحة الإرهاب، خاصة في ظل استضافة الدوحة لقاعدة العديد الجوية التي تضم أكثر من 10 آلاف جندي أميركي.
التباين داخل الإدارة الأميركية آنذاك دفع وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون إلى الدعوة لحل الأزمة الخليجية عبر الحوار، مع التحذير من تداعيات استمرارها على الاستقرار الإقليمي.
لاحقاً، اتخذت العلاقات الثنائية منحى أكثر إيجابية، تُوّج بإطلاق الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وقطر في يناير 2018، والذي أسّس لمسار تعاون مؤسسي بين الجانبين، خصوصاً في مجالي الدفاع والأمن.
وفي هذا الإطار، أعلنت الدوحة عن صفقات عسكرية مع واشنطن، شملت شراء مقاتلات من طراز F-15، إلى جانب خطط لتوسعة قاعدة العديد وتطوير بنيتها التحتية
كما برز الدور القطري كوسيط في ملفات دولية، أبرزها استضافة مفاوضات السلام بين الولايات المتحدة وحركة طالبان، التي أثمرت عن اتفاق وقع عام 2020.
ويرى مراقبون أن زيارة ترامب إلى قطر في عام 2025 تمثل محطة رمزية في مسار العلاقة بين البلدين، التي شهدت انتقالًا تدريجيًا من التوتر للتعاون، في ظل تقاطعات إقليمية معقدة وتحولات في أولويات السياسة الأميركية تجاه المنطقة.
