
أعيشُ في الطُرُقاتِ… لا دارٌ، ولا سَكَنُ
وكلُّ نافذةٍ… تُطلُّ وفي الحشا سُكُنُ
أُطلُّ كالعينِ الحزينةِ في المدى جَزِعًا
وقلبُ صدري… في ظلامِ اليأسِ ينكمُنُ
ليلي طويلٌ… ونجمي باتَ معتزِلًا
وطيفُ أملي كغيمِ الشكِّ يرتحِنُ
كأنني طيرٌ شقيٌّ، لا جناحَ لهُ
يُريدُ عالمَهُ… لكنّهُ وُئِدَ الثمنُ
خذلتني الدنيا، وارتدّتْ إلى صَخَرٍ
فلا صديقٌ… ولا حلمٌ ولا وَطَنُ
تجرّعتْ كأسيَ المُرَّ الثقيلَ، وكم
كانَتْ عروقي صُلبًا… ثمّ ما احتَمَلُوا
تهشّمَ الجسدُ المصلوبُ من أَلَمٍ
وفي جفونِ الروحِ… ما عادتْ بها المُقَلُ
يا أيّها الدهرُ، هل في الكأسِ من بقيَتْ
قطرةْ؟! أم ارتوَتْ أحزانيَ الجِمَلُ؟
أيا زمانَ الشوقِ، هل تشفي مواجِعَنا؟
فالحُبُّ… ما عادَ في الأحشاءِ يشتعِلُ
يا من تركتِ فؤادي في متاهتِهِ
من لي بدفءِكِ؟ والأنفاسُ تَشتعِلُ؟
أمشي بيوتَا… أسألُ الأرواحَ عن خَبَرٍ
فلا جوابٌ… سوى صمتٍ بهِ الخجلُ
فأينَ مَن كنتُ أرجوها؟ وأحفظُها؟
رمتْ فؤادي… وفي أسرارِها الحِيَلُ
أنامُ فوقَ فراشِ اليأسِ مُرتعشًا
والجسد منكِ… غدا كالماءِ ينفصلُ
قد كنتُ مولعَ شوقٍ، لا يُفسِّرهُ
سِوى فؤادٍ على حبِّكِ يَقتتِلُ
لكنْ… مضى الحبُّ من أقواسِهِ وَهَنًا
وباتَ شِعرًا… يُنادى، ثم يَرتحلُ
بقلم/محمد عمر محمد