حتي لا ننسي في ذكري رحيل أول جاسوس مدني منتخب مقالة كتبتها عام 2019.. صفاء دعبس تكتب..رحيل “مرسي” بتهمة الخيانة العظمى

إن خيانة الوطن جريمة لا تغتفر، ومن هان عليه وطنه هان عليه عرضه وشرفه، وجماعة الإخوان المحظورة خونة خانوا الوطن من اجل الطمع والسلطة والشهرة والجاه والمال لتنفيذ المخطط الصهيوني وهو اسقاط وتقسيم مصر، ولكن كعادة الشعب المصري عبر التاريخ لم يفلح حزب أو تيار أو جماعة فى إختطافه فمصر قاهرة الإستحواذ والتسلط.
واليوم رحل محمد مرسي أثناء محاكمته فى قضية التخابر بعد طلب الإذن بالكلام و بالفعل تحدث، وبدا منفعلا للغاية وظهر بشكل مجهد وعقب رفع الجلسة أصيب بنوبة اغماء فتوفي بالحال، و رحيل مرسي اليوم أمام المحكمة وأعين الجميع يقطع الطريق على الخونه فى الداخل والخارج، وعلى منظمات حقوق الإنسان الدولية الممولة ضد مصر.
رحل من مارس الخيانة الوطنية فى أزهى صورها، رحل مرسي الذي منحه الله السلطة ليحكم بالعدل فانتصر شيطانه عليه وتحول لحاكم مستبد فاشل فعزل ولفظه شعبه للأبد ، رحل من تخابر مع دولة أجنبية ضد وطنه ،رحل من أراد إفشال وتدمير وتقسيم مصر وشعبها، رحل من دعم إضطهاد الأقليات ومحاولة تدمير مؤسسات الدولة وإحلالها برجال من مؤيديه بلا علم ولاخبرة من أجل شئ واحد هو إحكام السيطرة على مفاصل الدولة رحل من أوجع قلوب أمهات مصر على أبنائها.
وأرتكب مرسي فى 365 يوم ،وهي فترة حكمه لمصر، الأخطاء والخطايا الكثير، ولعل أبرزها إدارة مصر من مكتب الإرشاد، وسلق دستور 2012 وإقصاء القوى السياسية، واستضافة قتلة الرئيس الراحل السادات في أثناء الاحتفال بنصر أكتوبر، والتحالف مع قطر وتركيا، وحصار المحكمة الدستورية العليا، وغيرها الكثير من الخطايا التي عجلت بخروج ملايين المصريين المطالبين برحيل مرسي،
ومن خلال هذا المقال نرصد لكم فى سطور أخطاء المعزول أثناء حكمه .
1- أخونة الدولة
قام الإخوان منذ توليهم حكم مصر على «أخونة الدولة»، وتمكين أعضاء الجماعة من مفاصل الدولة، وذلك بالانفراد بتشكيل الحكومة والسيطرة على حركة المحافظين والمحليات، والقيادات بالجامعات وكافة مؤسسات الدولة.
وفضح ذلك الأمر الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور السلفي، في ذلك التوقيت أخونة الدولة قائلا: «سنقف لعملية أخونة الدولة بالمرصاد، وعلى جماعة الإخوان المسلمين بالكف عن إخفاء الحقائق التى يلمسها ويشاهدها عموم الشعب المصري، وإلا سننشر ملف أخونة الدولة في الإعلام .
2- محاصرة المحكمة الدستورية
وهى أهم الجرائم التى ارتكبتها الإخوان خلال حكم المعزول الدخول فى معركة شرسة مع القضاء المصرى، ومحاولات تعيين نائب عام بدلا من النائب العام عبد المجيد محمود، ليس هذا فحسب، بل حاصرت الإخوان المحكمة الدستورية العليا، ولم يتمكن مستشاري المحكمة الدستورية العليا من الحضور إلى مقر المحكمة بسبب الحصار الذي فرضه آلاف من المنتمين إلى جماعة الإخوان على مقر المحكمة.
3- الإعلان الدستورى
أصدر محمد مرسي فجأة دون أى مقدمات، إعلانا دستوريا في 22 عام 2012 ، جاءت فيه مواد تكرس الديكتاتورية، ومن أبرز هذه المواد، إن الإعلانات الدستورية والقوانين والقرارات الصادرة عن رئيس الجمهورية منذ توليه السلطة في 30 يونيو 2012 وحتى نفاذ الدستور وانتخاب مجلس شعب جديد تكون نهائية ونافذة بذاتها غير قابلة للطعن عليها بأي طريق وأمام أية جهة.
4- أحداث الاتحادية
غضب المصريون، عقب إعلان مرسى الإعلان الدستورىالأمر الذى دفع المعارضين للإعلان الدستوري للخروج فى مظاهرات أمام قصر الاتحادية والتظاهر أمامه، لتأمر الجماعة شبابها بالهجوم على هؤلاء المعارضين فى مشهد أدى إلى سقوط ضحايا ومصابين كُثر، وكان دليل على دموية الجماعة، بعدما أقدمت على استخدام السلاح لضرب المعارضين، مما أدى إلى حدوث قتل وترويع أمام قصر الاتحادية دون تدخل من مرسى الذى سمح لشباب الجماعة بقتل المعارضين، وهى الواقعة التى حكم فيها بالسجن 20 عاما على مرسى وقيادات إخوانية فى قضية «أحداث الاتحادية».
5- التحالف مع الشيعة وأردوغان وقطر
زيارة الرئيس الإيرانى السابق محمود أحمدى نجاد، لمصر خلال عهد محمد مرسى، ولقائه بالرئيس المعزول بجانب قيادات بجماعة الإخوان ودعوته لتوثيق العلاقات مع مصر، كانت بداية القشة التى قسمت ظهر البعير بين الإخوان والسلفيين، الذين يرفضون التطبيع مع إيران، حيث أعقب الزيارة دعوة لوزير السياحة فى عهد مرسى لتشجيع السياحة الإيرانية إلى القاهرة وهى الدعوة التى لاقت هجوما شديدا، خوفا من تمدد الفكر الشيعى لمصر.
6- تشكيل حرس ثوري لحماية الإخوان
محاولة تفكيك مؤسسات الدولة، وعمل مؤسسات بديلة، هو ما كشفه عاصم عبد الماجد عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، عندما أكد أن الجماعة الإسلامية كانت تتناقش مع الجماعة لتدشين ما اسماه «الحرس الثورى» على غرار الحرس الثورى الإيرانى.
7 – استضافة قتلة السادات فى ذكرى أكتوبر
وهذه كانت كارثة كبريعندما كشفت حقيقة الإخوان وتعاونهم مع الإرهابيين، فخلال احتفالات أكتوبر، فوجئ الجميع باستضافة الجماعة ورئيسها محمد مرسى بكبار الإرهابين الذين تورطوا فى قتل الرئيس الراحل محمد أنور السادات بطل حرب 1973، وكان على رأسهم عاصم عبد الماجد عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، وطارق وعبود الزمر، وقيادات بارزة بالجماعة الإسلامية، وهو ما دفع كثيرون من أبناء السادات لمقاطعة الاحتفالات، وأثار هذا المشهد سخطا كبيرا من جانب طوائف كثيرة من الشعب التى استنكرت استضافة المتورطين فى عمليات إرهابية فى مثل تلك المناسبات.
8- إدارة مصر من مكتب الإرشاد
كان محمد مرسى، يدير الإجتماعات داخل القصر الرئاسي بحضور أعضاء مكتب الإرشاد، وجعل مرسي طاولة اجتماعات الرئاسة جزء من اجتماعات أعضاء مكتب الإرشاد، وجلوس محمد بديع مرشد الإخوان على الكرسى المخصص للرئيس فى طاولة الرئاسة، فجميع الشواهد والقرارات التى كانت تخرج من محمد مرسى كانت تذهب أولا لمكتب الإرشاد، ولعل أبرز هذه الأمور كانت حركة المحافظين والتعديلات الوزارية التى كانت تخرج من مكتب إرشاد الإخوان إلى مكتب الرئاسة مباشرة لتعلن فى قرار رئاسى بعدها فى عهد مرسى.
9- تكفير المعارضة
وظهر هذا فى خطاب الشيخ محمد عبد المقصود الداعية السلفى، خلال خطبة محمد مرسى فى استاد القاهرة فى يونيو 2013، عندما وصف من سيخرجون فى 30 يونيو بأنهم أعداء للدين، وهى التصريحات التى أثارت جدلا واسعا حينها مع المعارضين للإخوان واعتبروها محاولة لتكفير المعارضة واستحالة دمائها.
10- الزج بمصر في الحرب السورية
سعى مرسي لإدخال مصر في صراعات إقليمية مذهبية مناهضة وتمثل ذروة الخطر على الأمن القومي المصري والعربي، عندما نادى في جمع من قادة السلفية الجهادية “لبيك يا سوريا” معلنا الجهاد في سوريا بما معناه الزج بمصر في حرب طائفية مذهبية خارج حدودها، وهو ما كان سيشعل الأوضاع في مصر ويلحقها بمصير سوريا والعراق وتحويلها لميليشيات وصراعات وفوضى مذهبية ودينية
11- التحالف مع التنظيمات التكفيرية
تحالفت جماعة الإخوان المحظورة مع التنظيمات التكفيرية والجهادية المسلحة على رأسها القاعدة والاستقواء بالجهاديين والتكفيريين واستخدامهم كسند وداعم في مواجهة مؤسسات الدولة الأمنية والجيش خاصة في شمال سيناء.
وختاما..خيانة الوطن لا تبرر لأنه ليس هناك أسباب مشروعه للخيانة ،فليس هناك درجات لها، فأن كان للإخلاص درجات فالخيانة ليس لها درجات.
رحم الله شهداء الوطن الذين ضحوا بأنفسهم فداء للوطن