تحقيقات وتقارير

نتنياهو والحرب الأبدية .. هل يحقق الانتصار على حساب الديمقراطية؟

 

 

كتبت/ فاطمة محمد 

 

 

في تحليل يسلط الضوء على تداعيات هجمات 7 أكتوبر 2023، يرى الكاتب روجل ألفر في صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن هذه الهجمات لم تُضعف موقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بل عززته بشكل غير متوقع

ويشير ألفر إلى أن من المفترض في الأنظمة الديمقراطية أن يتحمل القادة المسؤولية عن الكوارث، مما يؤدي عادةً إلى استقالتهم أو عزلهم

لكنه يلاحظ أن نتنياهو، الذي واجه اتهامات بالفساد، لم يتردد في البقاء في منصبه، مما أدى إلى تآكل المعايير الديمقراطية في إسرائيل.

 

 

ويستعرض الكاتب كيف أن الوضع السياسي في إسرائيل كان ضعيفًا قبل الهجمات، مما ساهم في تعزيز قوة السنوار في المجتمع الإسرائيلي

ويعتبر أن هذا الضعف هو نفسه الذي سمح للمجتمع بتجاوز مشاعر الخسارة وتبنّي مفهوم الحرب الأبدية كوسيلة لتأجيل اندلاع حرب أهلية.

 

يتساءل ألفر عما يمكن أن تتوقعه إسرائيل في المستقبل بعد استمرار الحرب الأبدية، ليخلص إلى أن النتيجة ستكون حربًا أهلية

ويعتبر أن المواطنين يفضلون الخيار الأول (الحرب) على الخيار الثاني (الحرب الأهلية)، حتى لو لم يُعبر عن ذلك علنًا.

 

ويشدد الكاتب على أن الحرب تخدم مصالح نتنياهو الشخصية، بل وتعزز أيضًا رغبة قطاعات واسعة من المجتمع الإسرائيلي في الوحدة الوطنية، بغض النظر عن التكاليف الإنسانية والاقتصادية

هذه الوحدة تُعتبر بالنسبة لهم وسيلة لتحقيق النصر في صراع إقليمي أوسع ضد إيران.

 

ويحذر ألفر من أن الحرب الأبدية ليست استراتيجية فعالة للانتصار، بل هي أداة لضمان الوحدة الداخلية، متسائلًا عن المدة التي ستستمر فيها هذه الحرب

ويؤكد أن كل يوم تمر به الحرب، يضعف الجوانب الليبرالية في المجتمع الإسرائيلي.

 

وفي إشارة إلى تحول القيم الإنسانية، يشير إلى الطيارين الذين رفضوا الخدمة قبل الحرب، وكيف أن مشاركتهم في القتل الجماعي للمدنيين تُفسد هذه القيم

ويُظهر كيف أن الاقتصاد القوي الذي يحتاج إلى ديمقراطية مستقرة قد بدأ في الانهيار، مما أدى إلى مغادرة مئات الآلاف من الليبراليين.

 

وينهي ألفر مقاله بالتأكيد على أن الحرب الأبدية ستنتهي عندما تُحدد نتيجة الحرب الأهلية، محذرًا من أن ذلك سيؤدي إلى ظهور مجتمع ديني استبدادي وفاشي، مما يجعل إسرائيل مجرد موقع عسكري للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-6898956440328841" crossorigin="anonymous">
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى