كتبت/ فاطمة محمد
في أول ظهور له منذ مارس الماضي أطلّ أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في كلمة مصوّرة تناول فيها تطورات المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، كاشفًا عن ملامح استراتيجية المقاومة في المرحلة المقبلة، وموجّهًا انتقادات حادة للأنظمة العربية والإسلامية بسبب صمتها تجاه ما يجري في غزة.
استراتيجية جديدة ومعركة طويلة
أكد أبو عبيدة أن المقاومة دخلت مرحلة “استنزاف طويلة” تتسم بتكتيكات جديدة وعمليات نوعية، وتهدف إلى إيقاع أكبر قدر من الخسائر في صفوف جنود الاحتلال، مشيرًا إلى أن مقاتلي القسام تمكنوا خلال الأشهر الأربعة الماضية من قتل وإصابة مئات الجنود، والتسبب بصدمة نفسية لآلاف منهم.
وأوضح أن كتائب القسام كثّفت مؤخرًا محاولاتها لأسر جنود، في إطار استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز أوراق القوة في الميدان والتفاوض.
ووجّه أبو عبيدة انتقادات لاذعة للأنظمة العربية والإسلامية، قائلاً إن “دماء الأطفال الأبرياء في غزة تلطّخ أيدي القادة الصامتين والعلماء والنخب التي خذلت شعبها”
وأضاف أن الاحتلال “ما كان ليتمادى في جرائمه لولا صمت العالم العربي والإسلامي وضمانه الإفلات من العقاب”.
في المقابل، أثنى أبو عبيدة على المواقف التضامنية من الشعوب الحرة، وخاصة موقف أنصار الله في اليمن، قائلاً إنهم “فرضوا على العدو جبهة فاعلة وكشفوا المتخاذلين”.
وعن مفاوضات التهدئة الجارية، أكد أبو عبيدة دعم المقاومة للوفد التفاوضي الفلسطيني، كاشفًا أن المقاومة عرضت مرارًا صفقة شاملة لتبادل الأسرى، تشمل تسليم جميع الجنود الأسرى دفعة واحدة، لكن حكومة الاحتلال رفضت العرض، وفضّلت إيهام جمهورها بأن الأسرى قد قُتلوا.
وشدد على أن تعنّت الاحتلال قد يدفع المقاومة إلى التراجع عن فكرة “الصفقات الجزئية” مستقبلًا، محذرًا من أن إطالة أمد الحرب قد تكون لها كلفة كبيرة على الطرف الآخر.
وفي ختام كلمته، وجّه أبو عبيدة رسائل تحذيرية للعملاء في الداخل، داعيًا إياهم للتوبة قبل فوات الأوان، ومشيدًا بالعائلات التي تبرأت من المتعاونين مع الاحتلال.
وختم حديثه بالتأكيد على أن “ثبات وصمود الشعب الفلسطيني هو أكثر ما يؤلم العدو، ويكشف زيف قوّته”، مشيرًا إلى أن المقاومة ستواصل معركتها حتى وقف العدوان ورفع الحصار.
