منوعات
أخر الأخبار

جريمة البيت الأزرق”.. القاتل ترك الباب مفتوحًا

 

كتبت / رنيم علاء نور الدين

في شارع جانبي هادئ بحي العجوزة، كان “البيت الأزرق” معروفًا لدى السكان المحليين بلونه اللافت وهدوئه الغريب. منزل صغير من دورين، واجهته بلون أزرق باهت، وسياجه الحديدي دائمًا مغلق بإحكام. لكن في ليلة السابع من يونيو، كل شيء تغير.

كانت الساعة تقترب من الثانية صباحًا عندما لاحظ أحد الجيران، السيدة “هدى عبد العليم”، وهي أرملة تعيش في الطابق المقابل، أن باب المنزل الأزرق مفتوح على مصراعيه لأول مرة. الفضول دفعها إلى أن تراقب قليلًا من خلف ستائرها، لكنها لم تلحظ أي حركة. الباب ظلّ مفتوحًا، والنور الخافت في الصالة لا يوحي بأي نشاط داخلي.

مرّت ساعتان دون أن يُغلق الباب، فتوجهت السيدة هدى إلى بواب العمارة، الذي استدعى بدوره الشرطة. عند دخولهم، اكتشفوا جثة “هالة صلاح”، سيدة أربعينية تعمل موظفة حسابات في شركة خاصة، غارقة في دمائها أسفل السلم الداخلي، مرتدية ملابس البيت، وعيناها مفتوحتان كأنها رأت شيئًا لم تتوقعه أبدًا.

الجريمة كانت صادمة. لا آثار كسر أو عنف في مداخل المنزل، مما يشير إلى أن القاتل دخل بموافقتها أو أنه كان يمتلك مفتاحًا. الغريب أن حقيبتها لم تُسرق، والهاتف المحمول كان في مكانه، بينما المحفظة ملقاة على الأرض ومفتوحة.

الجيران وصفوا “هالة” بأنها هادئة جدًا، بلا مشاكل مع أحد، وتعيش وحدها منذ طلاقها قبل ثلاث سنوات. آخر من رآها كانت زميلتها في العمل، “إيمان رجب”، التي قالت إن هالة غادرت المكتب في موعدها المعتاد، وكانت تخطط لقضاء عطلة نهاية الأسبوع بمفردها في المنزل.

الطب الشرعي أكد أن الوفاة وقعت في حدود الساعة 11:30 مساءً، بسبب ضربة قوية في مؤخرة الرأس بجسم صلب. لم تُسجل كاميرات المراقبة أي دخول غريب، لكن أحد شهود العيان ذكر أنه رأى سيارة سوداء فاخرة تقف أمام المنزل لنحو عشر دقائق ثم غادرت بسرعة، قبل ساعة من اكتشاف الجريمة.

التحقيقات كشفت أن هالة كانت على خلاف مع طليقها، والذي كان يطالب ببيع المنزل لتقسيم ثمنه رغم أنه باسمها، وكانت قد رفضت تمامًا عرضه. تم استدعاؤه أكثر من مرة، لكنه أنكر علاقته بالجريمة، وقدم حجة غياب وقت وقوع الحادث.

لم يتم القبض على أي متهم حتى الآن، والتحقيقات مازالت مستمرة. لكن السؤال الذي ظلّ يطارد كل من عرف “هالة”:

لماذا ترك القاتل الباب مفتوحًا؟ هل كانت رسالة؟ أم مجرد غلطة في لحظة ارتباك؟

script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-6898956440328841" crossorigin="anonymous">
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى