أخبار فلسطين
أخر الأخبار

المجاعة تضرب قلب المستشفيات في غزة: نيويورك تايمز تكشف مآسي أطباء ورضّع يموتون جوعاً وسط حصار خانق

 

كتبت/ فاطمة محمد 

في تقرير ميداني مفصل، تحوّلت من مراكز علاج إلى ساحات لمكافحة الجوع وسوء التغذية الحاد، في ظل حصار إسرائيلي مشدد وانهيار شبه كامل للمنظومة الصحية.

 

وبحسب التقارير، لم يعد الجوع حالة طارئة في غزة، بل أصبح معركة يومية يخوضها الطاقم الطبي والمرضى على حد سواء، حيث يعجز الأطباء عن توفير الغذاء، حليب الأطفال، أو حتى المحاليل الوريدية الأساسية

ووفق وزارة الصحة في غزة، استشهد 56 فلسطينيًا بسبب الجوع في يوليو فقط، أي نحو نصف حصيلة ضحايا المجاعة منذ بدء الحرب قبل 22 شهرًا.

 

أطباء وممرضات ينهارون من الجوع أثناء عملهم، ويُعاد إنعاشهم بسوائل ملحية وسكرية، بينما لا تتوفر المضادات الحيوية أو المسكنات

تقول الدكتورة الأميركية أمبيرين سليمي من مستشفى ناصر: “رأيت أطفالًا على وشك الموت، ولم نستطع إنقاذهم”

ويؤكد الجراح البريطاني نيك ماينارد أنه رأى طفلًا عمره 7 أشهر بدا كهيكل عظمي، مضيفًا: “كلمة جلد وعظم لا تكفي لوصف ما رأيته، هذه مجاعة من صنع البشر تُستخدم كسلاح حرب”.

 

وترى صحيفة نيويورك تايمز أن السبب الرئيسي للمجاعة هو الحصار الغذائي الإسرائيلي الممتد منذ مارس وحتى مايو، حيث منعت إسرائيل دخول الإمدادات، ثم استبدلت آلية التوزيع الأممية بمراكز محدودة تشرف عليها شركات خاصة تحت حماية عسكرية

هذه المراكز تحوّلت إلى “فخاخ موت”، بحسب الصحيفة، إذ قُتل مئات الفلسطينيين أثناء محاولتهم الوصول إليها، برصاص القناصة أو نتيجة قصف مباشر.

 

ورغم ادعاء الجيش الإسرائيلي أن إطلاق النار في تلك المناطق يقتصر على “طلقات تحذيرية”، تشير إفادات أطباء ميدانيين إلى وجود إصابات قاتلة في مناطق الصدر والبطن، ما يعزز فرضية الاستهداف المباشر

كما اعترف ضباط إسرائيليون للصحيفة بعدم وجود دليل على استيلاء حماس على المساعدات.

 

وبينما تحاول إسرائيل امتصاص الضغط الدولي عبر إسقاط مساعدات جوية والإعلان عن “هدنات إنسانية” محدودة، إلا أن الواقع على الأرض يزداد سوءًا، إذ أفاد برنامج الأغذية العالمي بأن ثلث سكان غزة يمرون أيامًا كاملة دون طعام، فيما يعاني ربع الأطفال والحوامل من سوء تغذية شديد، وفق بيانات أطباء بلا حدود.

 

ويقول الأطباء إن المجاعة لا تقتل فقط بشكل مباشر، بل تجعل المصابين أضعف من أن يتعافوا من الإصابات أو الأمراض الاعتيادية، فضلًا عن تزايد حالات الإجهاض والولادات المبكرة لأطفال ضعفاء أو مشوهين.

 

أما أسعار الغذاء، فهي تفوق قدرة الغالبية الساحقة، حيث يصل كيلو الدقيق أو الطماطم إلى 30 دولارًا، في حين تكاد تنعدم اللحوم والأرز

ويجد الأهالي أنفسهم أمام خيارين: الموت جوعًا أو المخاطرة بحياتهم للوصول إلى مراكز المساعدات التي قد لا يكون فيها شيء.

 

وقد فاقم الوضع أيضًا تعطل توزيع المساعدات، إذ أتلفت إسرائيل مؤخرًا حمولة 100 شاحنة من الغذاء، في حين حمّلت الأمم المتحدة المسؤولية للقيود الإسرائيلية التي تعيق عبور القوافل في مناطق القتال.

 

لا يخلو القطاع من القصص البشرية المؤلمة، مثل الرضيعة سلام برغوث التي تكافح والدتها للحفاظ على حياتها رغم انعدام الحليب، ويزن أبو الفول البالغ من العمر عامين والذي يعاني من الهزال الشديد دون قدرة على إدخاله المستشفى بسبب نقص الأدوية والمعدات.

script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-6898956440328841" crossorigin="anonymous">
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى