مقالات
أخر الأخبار

”مشاهد مش للعائلة”……… تيكتوكرز في قفص الاتهام: هل تصنع الشهرة طريقًا للسقوط؟

 

كتبت / رنيم علاء نور الدين

في شقة ضيقة على أطراف القاهرة، تجلس أم سجدة أمام هاتف مكسور الطرف، تحاول بثّ لايف جديد… دقائق قليلة، وينقطع البث فجأة. ليس بسبب الإنترنت، ولكن لأن جهة التحقيق أغلقت حسابها رسميًا. كانت تبكي، وتقول “أنا كنت بهزر”. ……. وإذا كنت تريد معرفة بداية الأمر بالكامل ففي هذا التقرير سنوضح كل شئ من الآلف للياء ولنبدأ من البداية . 

في زمن أصبحت فيه الشهرة لا تحتاج موهبة، بل كاميرا وإنترنت… تحوّل البعض من أشخاص عاديين إلى نجمات داخل كل بيت. لكن ما الذي يحدث عندما تصبح الشهرة خطرًا؟ وعندما تتحوّل اللايكات إلى بلاغات، والتصفيق إلى استدعاء من النيابة؟.

في هذا البلد، حيث تتحول الشهرة إلى سلاح ذو حدين، بدأت قائمة “الممنوعين من الصعود” تتسع. سبع شخصيات من تيك‌توك، كل واحدة منهن كانت نجمة في هاتف ملايين المصريين، أصبح اسمها اليوم مقترنًا بكلمة واحدة: بلاغات . 

فقد بدأ الأمر بـمنصة كانت مجرد تطبيق… تحولت إلى مسرح مفتوح لعرض الخصوصيات، والانفلات، والضحك الممزوج بالخطر. في زمن يلهث وراء اللايك والشهرة، أصبح الهاتف سلاحًا، وأصبح المحتوى جريمة. من هم هؤلاء الذين صنعوا لأنفسهم شهرةً فوق ركام القيم؟ وكيف تحولوا من نجوم لايف إلى متهمين أمام النيابة؟

 

1. سوزي… بين البث المباشر والقبض الحقيقي

اشتهرت بمقاطع تثير الجدل، تتخطى حدود اللياقة أحيانًا، حتى جاء الفيديو الذي وجهت فيه السباب لوالدها، فانهالت البلاغات، وتم القبض عليها. وجهت لها تهم «التحريض على الفسق وخدش الحياء العام». سوزي، التي كانت تروج لنفسها كرمز “للقوة والتمرد”، واجهت أسئلة النيابة وهي منكسرة الرأس.

2. علياء قمور… من الحجاب إلى اللعنات

تحولت تدريجيًا من محتوى ديني إلى مقاطع وصفها البعض بأنها “متجاوزة”، وخرج والدها في لايف مؤلم يقول: “أنا ربيت بنتي على الدين، اللي بيحصل دا مش بنتي”. ضدها الآن أكثر من 10 بلاغات، بعضها من مواطنين عاديين، وبعضها من مؤسسات حقوقية.

3. أم سجدة… الشهرة لا تحمي من القانون

وجه ساخر، وصوت مرتفع، لكنها لم تتوقع أن اللهجة “الشعبية” قد تُفهم على أنها تحريض. أم سجدة تواجه الآن اتهامات بالإساءة لقيم الأسرة المصرية، بعد ظهورها المتكرر بمحتوى وُصف بأنه “مبتذل ولا يليق بأم”.

4. أم مكة… بين المخللات والمخالفات

روّجت لمنتجات غذائية عبر التيك‌توك، لكن اللايفات احتوت إيحاءات غير مناسبة، وفق ما جاء في المحاضر المقدمة ضدها. أيضًا تواجه اتهامات بترويج سلع دون تصريح، وبيع فسيخ مجهول المصدر في ظروف صحية غير آدمية.

5. أم خالد… “ست البيت” اللي دخلت دائرة الخطر

وثقت خلافاتها مع زوجها وأطفالها لايف، لتحصل على “ترندات” و”لايكات”، لكن الأمور خرجت عن السيطرة. الآن، تُحقق معها النيابة بسبب تصوير أطفالها في مواقف مهينة، وبتهم الإضرار بالسلامة النفسية للأطفال.

6. شاكر… الضابط السابق الذي تجاوز الخطوط

ضابط شرطة سابق، دخل التيك‌توك بمقاطع لا تليق بمكانته، وُجهت له اتهامات بارتكاب أفعال مخلة، وغسل أموال، وتقديم محتوى ينتهك القيم العامة.

7. قمر الوكالة… من رصيف المكياج إلى النيابة

كانت تبيع المكياج على الأرصفة، ثم دخلت التيك‌توك لترويج منتجاتها. ظهرت في مقاطع اتُهمت بأنها “تحمل إيحاءات جنسية”، بخلاف اتهامات بترويج سلع مغشوشة، وتقديم محتوى يخالف القانون.

▪ ماذا يقول القانون؟

المستشار شريف الغمري، المحامي بالنقض، يقول:

“المادة 25 و26 من قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات تتيح معاقبة من ينشر محتوى خادش للحياء، أو يُسيء للأسرة المصرية، بالسجن من 6 شهور حتى 5 سنوات، وغرامات تصل إلى 300 ألف جنيه.”

▪ رأي الدين والمجتمع

الدكتور أحمد عبد الله، أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر، قال:

“التيك‌توك ليس ساحة عبث. الحرية التي تسيء إلى الآخرين وتخالف الآداب ليست حرية، بل فساد مقنن.”

أما الدكتورة هدى عبد المقصود، أستاذة علم الاجتماع، فأكدت أن الظاهرة نتيجة غياب التربية الرقمية قائلة:

“لما اللي بيكسر كل القواعد هو اللي بيتشهر، طبيعي إن الناس تشوفه قدوة، حتى لو كان بيقودهم للهلاك.”

▪ الجمهور… من متابع إلى مُشتكٍ

التعليقات على حسابات هؤلاء لم تعد كلها مشجعة. بل تحوّل كثير منها إلى هجوم ساخر وغاضب:

• “إحنا اللي عملناهم ترند وبنفسنا بندفنهم إعلاميًا دلوقتي.”

• “ضحكنا الأول، دلوقتي بنخاف على ولادنا منهم.”

• “كل لايف منهم كان سكينة في أخلاق ولادنا.”

▪ وماذا عن الدول الأخرى؟

في الصين، يُحظر على المراهقين استخدام تيك‌توك لأكثر من 40 دقيقة يوميًا، والمحتوى يتم مراجعته بدقة.

وفي فرنسا، بدأ البرلمان مناقشة قانون يجرّم نشر المحتوى العنيف أو المبتذل على منصات التواصل ويحمّل المنصة نفسها المسؤولية.

أما في مصر، فالدولة بدأت بالفعل في خطوات رقابية واسعة، لكن التحدي الأكبر هو الوعي العام، وليس القانون فقط.

▪ وفي النهاية، تبقى الأسئلة مفتوحة:

من المسؤول الأول… صانع المحتوى؟ أم من منحه المتابعة والإعجاب؟

هل نحن نُربي أولادنا… أم نترك لهم تيك‌توك يربيهم؟

وهل هذه مجرد ظواهر فردية… أم بداية لتحول اجتماعي خطير يجب مواجهته الآن، قبل فوات الأوان؟

script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-6898956440328841" crossorigin="anonymous">
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى