عندما تصبح الصحافة جريمة: صحفي إسرائيلي يفجر منازل اللبنانيين أمام الكاميرات
كتبت نور يوسف
تعرض داني كوشمارو، مقدم البرامج في قناة “إن ١٢” الإسرائيلية، لموجة انتقادات عارمة بعدما ظهر في بث مباشر وهو يفجر منزلًا بقرية لبنانية على الحدود الجنوبية، في مشهد أثار جدلًا واسعًا حول أخلاقيات العمل الصحفي. ظهر كوشمارو مرتديًا سترة واقية وخوذة بجانب جندي إسرائيلي أعطاه توجيهات لعملية التفجير، ليقوم الصحافي بعد لحظات بالضغط على الزر، ويشاهد المبنى وهو يتهاوى بالكامل وسط تصاعد كثيف للدخان.
وبينما لم تقدم القناة الإسرائيلية أي تفاصيل دقيقة حول الموقع، أثار ظهور كوشمارو غضبًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر كثيرون تصرفه “خرقًا صارخًا لأخلاقيات العمل الصحفي”، خاصة في ظل تعرض الصحفيين الفلسطينيين واللبنانيين للقتل والاعتقال على يد قوات الاحتلال.
وأثار هذا التصرف المزيد من التساؤلات حول دور الإعلام الإسرائيلي، الذي لا يكتفي بمواكبة العدوان العسكري بل يشارك فيه أحيانًا، كما في حالة كوشمارو الذي ظهر سابقًا في غزة وهو يتجول بين المباني المدمرة ويحمل سلاحًا قال إنه “غنيمة حرب”. ويشير محللون إلى أن هذه السلوكيات تأتي في سياق تحريضي يكرس ثقافة العنف، حيث تتكرر دعوات إعلاميين إسرائيليين لتجويع الفلسطينيين وتدمير منازلهم.
وفي سياق موازٍ، أدت الغارات الإسرائيلية المستمرة على لبنان إلى مقتل أكثر من ٢٥٠٠ شخص منذ اندلاع العدوان في تشرين الأول، بينهم ١٢ صحفيًا لبنانيًا، حسب مركز “سكايز” التابع لمؤسسة سمير قصير. وتكثفت تلك الهجمات مؤخرًا، حيث استهدفت غارة إسرائيلية في بلدة حاصبيا، ما أسفر عن مقتل ثلاثة إعلاميين، بينهم مصور قناة “الميادين” غسان نجار، والمصور وسام قاسم من قناة “المنار”.