إقالة يوآف غالانت .. تداعيات وأسباب الأزمة السياسية في إسرائيل

كتبت/ فاطمة محمد 

في خطوة مثيرة للجدل، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء عن إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت من منصبه، وسط الأزمات المتصاعدة والحرب متعددة الجبهات

هذا القرار المفاجئ أثار موجة من ردود الفعل داخل المجتمع السياسي الإسرائيلي، حيث تم الإعلان عن مؤتمر صحافي مشترك لقادة المعارضة في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) بعد القرار.

الأسباب الرسمية للإقالة: خلافات مع نتنياهو

في بيان صدر عن مكتب نتنياهو، تم الإعلان عن تعيين وزير الخارجية يسرائيل كاتس وزيرًا للدفاع، وهو ما أثار تساؤلات عن الأسباب التي أدت إلى إقالة غالانت

وذكر نتنياهو أن “أزمة الثقة” بينه وبين غالانت منعت استمرار التعاون بينهما في إدارة الحرب، مما جعل من غير الممكن استكمال العمل بشكل مشترك

ومن جانبه، أشار غالانت إلى أن الإقالة جاءت نتيجة خلافات حادة حول ثلاثة مواضيع أساسية: قانون التجنيد، التزام إسرائيل باستعادة الرهائن، وأخيرًا تشكيل لجنة تحقيق رسمية في أحداث السابع من أكتوبر

التحليل السياسي: “عملية جنونية”

من جانب آخر، اعتبر المحلل السياسي إيلي نيسان، في حديثه لـ BBC، أن إقالة غالانت تمثل “عملية جنونية”، مشيرًا إلى أنه يعكس عمق الانقسامات داخل القيادة الإسرائيلية

ورأى نيسان أن هذه الخطوة من نتنياهو في غاية الخطورة في هذه المرحلة الحساسة.

تساؤلات حول قدرة الوزير الجديد: يسرائيل كاتس

من جانب آخر، يرى الباحث في معهد ترومان، روني شاكيد، أن الوزير الجديد يسرائيل كاتس يفتقر إلى الخبرة العسكرية التي كان يتمتع بها غالانت، مما يطرح تساؤلات حول قدرته على مواجهة التحديات الأمنية في هذه الفترة الحرجة

ويعتبر شاكيد أن نتنياهو هو المستفيد الوحيد من هذه الخطوة، حيث تمكن من فرض سياسته ورؤيته على الساحة السياسية.

الخلافات السياسية: البداية منذ مارس 2023

كما أشارت المحللة الإسرائيلية تال شاليف في موقع “والا”، فإن الخلافات بين غالانت ونتنياهو بدأت في مارس/آذار 2023 في ظل التعديلات القضائية المثيرة للجدل

وأضافت المحللة مزال موعاليم أن الخلاف بين الطرفين لم يكن فقط متعلقًا بالسياسة الأمنية، بل كان يمتد إلى محاولات غالانت لتحدي قيادة نتنياهو، وربما كان يهدف إلى إحراجه أمام العالم.

النتائج المستقبلية: أزمة مستمرة

من المؤكد أن هذه الإقالة ستؤثر بشكل كبير على المشهد السياسي في إسرائيل في الأيام القادمة، حيث ستظل تتناثر التحليلات والتكهنات حول مصير الحكومة الإسرائيلية في ظل هذه التغييرات المفاجئة

ومع عدم وضوح مستقبل السياسة الإسرائيلية في ظل التوترات الحالية.