اللوفر أبوظبي: حيث يصبح الفن امتدادًا لي

بقلم – سحر الزارعي
اللوفر أبوظبي ليس مجرد متحف، بل هو مساحة تنبض بالحياة، حيث يلتقي الشرق بالغرب، ويصبح الزمن مجرد تفصيل في رحلة الفن. كل زاوية فيه تفتح بابًا للتأمل، وكل عمل فني يحمل قصةً تتجاوز حدود اللغة والتاريخ. لكنه بالنسبة لي أكثر من ذلك، هو بيت آخر، ملاذ أعود إليه كلما احتجت لإعادة ترتيب أفكاري، للعثور على ذاتي بين الألوان والظلال، بين صمت الأعمال الفنية وصخب الأفكار التي تثيرها داخلي.
الفن ليس ترفًا، بل ضرورة. إنه البوصلة التي تعيد توجيهنا حين تصبح الحياة ضبابية، واللغة التي تتحدث حين تعجز الكلمات. في كل لوحة أقف أمامها، أبحث عن إحساس يشبهني، عن ظل لفكرة كنت أبحث عنها، عن إجابة ربما لا تأتي، لكنها تفتح لي بابًا لأسئلة أعمق. حين أسير في أروقة اللوفر، لا أشعر أنني زائر، بل جزء من هذا الامتداد الإنساني، من هذا الحوار المستمر بين الماضي والحاضر.
وهنا، لا أدعوكم لزيارة المتاحف فقط، بل لزرع الفن في حياتكم. لأنه ليس مجرد تجربة بصرية، بل طريقة لفهم العالم، لمساحة أوسع من الجمال، لتهذيب الفكر والروح. المجتمعات التي تحتفي بالفن تفكر بعمق، تحسّ بصدق، وتتعامل مع الحياة بوعي أكبر. اجعلوا الفن جزءًا من يومكم، في المتاحف، في الشوارع، في التفاصيل الصغيرة، لأنه في النهاية، هو الشيء الوحيد الذي يبقى، والذي يجعلنا أكثر إنسانية.