تحقيقات وتقارير

مجدي يعقوب.. أسطورة الطب الذي أعاد الحياة لقلوب الملايين

كتبت/مريم مصطفى 

في عالم الطب، هناك أسماء قليلة تمكنت من أن تترك بصمة خالدة على الصعيد العالمي، البروفيسور مجدي يعقوب، جراح القلب المصري، هو أحد تلك الأسماء التي لا تُنسى،من شاب نشأ في مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، إلى واحد من أبرز رواد جراحة القلب في العالم، قصة حياته وإنجازاته مصدر إلهام لا ينضب.

النشأة والتعليم

ولد مجدي حبيب يعقوب في 16 نوفمبر 1935 في بلبيس بمحافظة الشرقية،نشأ في أسرة قبطية تهتم بالعلم والعمل. تأثر بوفاة عمته نتيجة مرض القلب، مما أشعل شغفه بهذا المجال، التحق بكلية الطب جامعة القاهرة عام 1952، وتخرج منها عام 1957 بمرتبة الشرف،وقرر متابعة حلمه، فسافر إلى بريطانيا حيث تلقى تدريبًا مكثفًا في مستشفى هيستينجس بلندن.

المسيرة المهنية

بدأت مسيرة يعقوب المهنية في مستشفى هيستينجس كطبيب مقيم بين عامي 1958 و1962، ثم انطلق إلى مستشفى هامرسميث حيث عمل كأخصائي جراحة القلب،و كان تحوله الكبير في مستشفى هارفيلد بين عامي 1969 و2001، حيث قاد قسم جراحة القلب وأجرى أول عملية زرع قلب في بريطانيا عام 1980، في عام 2009، أسس مركز أسوان للقلب لتقديم رعاية طبية مجانية في صعيد مصر.

إنجازات عالمية بارزة

تميزت مسيرة مجدي يعقوب بالعديد من الإنجازات الفريدة، ومنها:

1. إجراء أول عملية زرع قلب في بريطانيا عام 1980.

2. ابتكار صمام قلب بشري باستخدام الخلايا الجذعية، ما أحدث ثورة في مجال زراعة الأعضاء.

3. تأسيس الجمعية الخيرية “سلاسل الأمل”، التي تقدم خدمات طبية مجانية للمرضى في المناطق الفقيرة.

الابتكار الجديد: صمامات حية تنمو مع الجسم

في إنجاز طبي حديث، أعلن يعقوب عن تطوير صمامات قلبية جديدة مصنوعة من ألياف قابلة للتكيف مع أنسجة الجسم،و هذه التقنية تقدم حلاً جذريًا للأطفال الذين يولدون بعيوب قلبية، إذ تنمو الصمامات مع نمو أجسادهم، مما يقلل الحاجة إلى عمليات متكررة، هذا الابتكار يعد ثورة علمية وإنسانية تُبشر بمستقبل أفضل لمرضى القلب حول العالم.

التكريمات والجوائز

نال مجدي يعقوب تقديرًا عالميًا واسعًا، ومن أبرز التكريمات:

1. لقب فارس من الملكة إليزابيث الثانية عام 1992.

2. جائزة فخر بريطانيا عام 2007.

3. وسام الاستحقاق البريطاني عام 2014.

4. قلادة النيل العظمى من مصر عام 2011.

الإرث المستدام

لم يكن تأثير يعقوب مقتصرًا على العمليات الجراحية فقط، بل امتد إلى تعليم الأجيال الجديدة من الأطباء، وتأسيس مراكز طبية عالمية مثل مركز أسوان للقلب،كما ساهمت أبحاثه العلمية، التي تجاوزت 300 بحث، في تطوير جراحة القلب عالميًا.

تميز الدكتور مجدي يعقوب بعطائه المستمر الذي لم يكن هدفه الشهرة أو المناصب،على الرغم من اعتزاله الجراحات في عام 2001، استمر كمستشار ومتخصص يقود العمليات النادرة عند الحاجة،وأسس العديد من الجمعيات الخيرية، مثل سلاسل الأمل، التي تساهم في علاج الأطفال المصابين بأمراض قلب خلقية في الدول النامية.

يعقوب لا يزال نموذجًا للعطاء المستمر دون النظر إلى المكاسب المادية أو المناصب، زياراته الدورية لمصر وعمله التطوعي يعكسان التزامه الإنساني، حيث يجري العديد من العمليات الجراحية مجانًا ويساهم في تدريب أجيال جديدة من الأطباء.

الدكتور مجدي يعقوب ليس مجرد طبيب، بل رمز للإنسانية والعطاء. بفضل جهوده، تم إنقاذ حياة الملايين حول العالم،و قصته تلهم الجميع للسعي وراء تحقيق أحلامهم، وتذكرنا بأن العطاء هو أعظم إنجاز يمكن أن يقدمه الإنسان للبشرية.

script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-6898956440328841" crossorigin="anonymous">
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى