جريمة في مقهي

كتبت : رنيم علاء نور الدين
الحقد والغيرة والغضب بين الناس يمكن أن يحول الناس من أصدقاء إلي أعداء او الأحياء لأموات ، يجب أن ندرك أن الحقد والكراهية والغيرة مشاعر طبيعية يمكن لأي إنسان لكن تكمن المشكلة عندما تتحكم تلك المشاعر بالأنسان لذلك نري أن كثير من الناس كانوا أصدقاء مقربين للغاية في الماضي تحولوا إلي أعداء وذلك بسبب أن أحد الطرافين شعر بالحقد تجاة الأخر ، وأن تمكن منه الشعور يمكن بكل سهولة أن ينهي حياة صديقة وهذا ما حدث مع صاحبة قصة اليوم .
بدأت القصة في مع مجموعة من الأصدقاء مكونة من 3 أفراد ، ﭽسيكا ، ميرنا و هنى ، كان جميعهم في الـ 27 من العمر في ذات الكلية، كلية التصميم بمدينة سيدني بإستراليا ، وعندما أنتهوا من فترة الدراسة قرروا كلاً من ميرنا وهني العودة إلي مدينتهم وهي أندونسيا ، تاركين ﭽسيكا في سيدني وذلك لأنها ارادت هذا ، حيث ﭽسيكا قررت أن تجلس في أستراليا وتأخذ الأقامة وتكمل باقية حياتها هناك ، وبدأت تعمل كمصممة لسيارات إسعاف وكانت الحياة مثالية وطبيعية بين ثلاثتهم إلا اليوم الذي أتى وغير مجري الصداقة وحولها إلي أعداء .
بدأت أحداث القصة بالفعل في عام 2014 ، فكانت كلاً من ميرنا و ﭽسيكا قرروا أن يتقابلوا بعد مدة غياب طويلة ، كانت ﭽسيكا تعاني من مشاكل مع حبيبها الحالي حيث كان يتعدي عليها بالسب و الضرب ويأخذ أموالها ، و عندما قامت ميرنا بزياتها في أستراليا بمقهي هناك وعلمت بما يحدث مع صديقتها المقربة ، قامت بإعطاءها نصيحة بتركه علي الفور لأنه غير مناسب لها ، وكانت تلك النصيحة هي نقطة التحول بين ميرنا و ﭽسيكا .
فكانت ﭽسيكا تعتقد أن ميرنا تريد أن تريها كم هي مثالية وأنها تمتلك شخص لا يتعامل معاها كما يفعل حبيبها ، ولهذا الغضب تمكن من ﭽسيكا وقررت أن تغادر بعدما ما تشاجرت مع ميرنا وأنهت صداقتها ، غادرت ﭽسيكا المقهي دون حتى أن تقول كلمة لميرنا وتركتها وحيدة هناك ، و منذ ذلك اليوم الصداقة تحولت إلي كراهية فكلاً من ميرنا و ﭽسيكا في تلك الفترة كانوا يكرهون بعض لكن الحياة لم تقف عند تلك اللحظة بل أستمرت بشكل طبيعي مع الأثنين لكن كان هناك أختلاف شاسع بينهم .
حيث في عام 2015 ، أصبحت حياة ميرنا مثالية للغاية و أيضاً تستعد لحفل زفافها أما حياة ﭽسيكا تغيرت تماماً وأصبحت أسوأ بمراحل ، حيث أنفصل عنها حبيبها و دخلت في مرحلة من الأكتئاب الحاد ، بالأضافة إلي أنها خسرت عملها وبسبب كل ماحدث معها قررت أن تنهى علي حياتها وأن تنتحر ، لهذا قادت سيارتها بأقصي درجة وقامت بالأصطدام في مبني دار مسنين ولكنها نجوت وخرجت من هذا بكسر في الضلعين وسيارتها قد تدمرت ، تدمرت حياة ﭽسيكا تماماً وخاصتاً بعدما علمت أن صديقتها المقربة تزوجت دون أن تعلمها بالأمر ولهذا قررت أن تعود إلي أدراجها وتُصلح العلاقة بينهما وفي نفس ذات اللحظة تريد أن تخرج من حالة الأكتئاب …لهذا قررت أن تتصل بميرنا بعد زواجها وقررا أن يتقابلا .
تفاجئت ميرنا بأتصال ﭽسيكا لها وأنها تريد أن تقابلها بعد عام من الغياب ولم تكن مرتاحه لهذه المقابلة لهذا لم تذهب لوحدها بل أخذت معاها صديقتهم الثالثة هنى واتفقوا علي معياد الساعة الخامسة في مقهي بمول شهير يسمي جراند اندونسيا في اوليفر كافية.
وفي اليوم المحدد للمقابلة ، يوم 6 يناير ، تفاجئت كلاً من ميرنا وهنى بمكالمة من ﭽسيكا علي الساعة الثالثة بمكالمة من ﭽسيكا علي الساعة الرابعة وربع ، تسألهم بما يودوا شربه وعندما قالوا لها عندما يأتوا سيختاروا أصرت علي طلب الطلبات لهم ولهذا قرروا أن يجعلوها تفعل ماتريد ..عندما أتوا إلي المقهي كان اللقاء نوعاً ما بارد حسب كلام هنى وكانت ﭽسيكا أتيه ومعاها هدايا لهم أما ميرنا فأنتباها السعادة بأن صديقتهم عادت إلي طبيعتها وأصبحوا مقربين مرة أخري ، لكن تلك الفرحة لم تكتمل وتحولت إلي مأتم .
فبعد دقئق من لقاء الأصدقاء ، أحست ميرنا بوجع شديد في معدتها وأحست بإغماء شديد ثم سقطت علي الأرض لا تتحرك وعلي الفور أستدعت ﭽسيكا و هنى الأسعاف و للأسف اثناء طريق ميرنا إلي المشفي توفيت وعند التشريح الجثة وجدوا مادة مسممة وأصبح الأمر جريمة ، لهذا تحركت الشرطة إلي المقهى ، كان طلب ميرنا هو” أيس كوفي ” ، و وهنى كوكتيل و ﭽسيكا أيس كوفي ، قاموا بتحليل الثلث مشروبات وجدوا أن هناك مادة مسممة في كوب ميرنا فقط تدعي السيانيد وهي مادة مميتة للغاية ومفعولها قوي وكان المشتبهه بهم هم هنى و ﭽسيكا .
بدأت الشرطة تحرياتها ومن خلال تلك التحريات وجدت أن في كاميرات المراقبة أن ﭽسيكا أتت إلي المقهي الساعة الثالثة قبل ميعادها بساعتين ، وتنظر حولها وكأنها تبحث عن شئ ما ، ثم غادرت المقهى وعادت بعد 45 دقيقة ، من محل بالقرب من المقهى وأن ذهبت إليه فالوقت سيتغرق حوالي دقتين فقط ، وعندما عادت إلي المقهي مرة أخري و أختارت مكان بعيد عن الكاميرات ، وعند التدقيق في الكاميرات وجدوا عندما أتت الطلابات وضعت شئ في كوب ميرنا لكن الفديو لم يكن واضح لأنها جلست في مكان بعيد للغاية . وكانت تلك أدلة قوية ضد ﭽسيكا وخصوصاً عندما علموا أن ميرنا لم تشتكي من قبل أنها مريضة أو مصابة بشئ بالأضافة عندما كانت ﭽسيكا وهنى بالمشفي عادت للمنزل وقامت بتغير ملابسها و عادت إلي المشفي مرة أخري ومن المحتمل أنها تخلصت من أثار السيانيد علي ملابسها و من المادة نفسها ، غير أنها لم تبدي بأي علامات حزن أثناء جنازة صديقتها وكانت باردة للغاية ، لا مباليه لموت صديقتها التي كانت في يوم من الايام الأقرب لها .
كانت كل الشكوك حول ﭽسيكا كبيرة للغاية ولهذا قامت الشرطة بإلقاء القبض عليها لمحكمتها في موت ميرنا مع سبق الأصرار ، قامت ﭽسيكا بأحضار محامي مشهور للغاية وعندما كانت تتعامل مع الصحافين والأعلام كانت تتعامل وكأنها فنانة مشهورة وسعيدة للغاية لما يحدث معاها ، وعلي الرغم من أن محاميها أتي بأدلة براءة لها وهم أن الكاميرات المراقبة ليست دليل كافي لأدنتها أما الثاني أن مادة السيانيد لا يوجد أثر لها معاها ، إلا أن القاضي لم يأخذ بهم وحكم عليها بالسجن المؤبد حتى تتعذب في السجن للأبد للتععذب كلما تتذكر مافعلته في صديقتها وأن حقدها وغضبها منها لأنها قامت بواجبها كصديقة ونصحتها ، جعلها أن تقتلها وتراها تتعذب أمام أعينها فكان من العدل أن يراها الجميع تتعذب هي الأخرى.