العثور على جثة ملفوفة في سجاد على أحد الاسطح

كتبت : رنيم علاء نور الدين
يوم 17 نوفمبر عام 1998 ، كان هناك سيدة تدعى مارجيت ، تركض إلي قسم الهرم لتبلغ أن زوجها والذي يدعى مينا بأنه مفقود منذ 3 أيام ، وعندما تحدثت إلي أمين القسم لم يهتم بما تقول وطلب منها أن تجلس وبالفعل جلست لتنتظره لكن عندما وجدته متجاهلها تماماً قررت أن تبحث عن شخص مهم لتبلغه بالأمر وعندما نهضت وجدت شخص يأتي أمامها ومن الواضح أنه شخص ذو منصب كبير لهذا نهضت على الفور وركضت لتخبره بأن زوجها متخفي من قبل 3 أيام وعلى الفور أخذها بالداخل ليبدأ التحقيق في الأمر، حسب كلام مارجيت للظابط أن زوجها أول مرة يختفي منذ زواجهم لمدة 5 سنين وأنها سألت على زوجها في مكان عمله لكنهم قالوا أنه لم يظهر أيضاً منذ 3 أيام ، وهنا أبلغها الظابط بأنهم سيقوموا بالأجراءات اللازمة ومع عليها سوى أن تذهب إلي المنزل بعد أن تعطيهم مواصفات زوجها وعلم أن زوجها يدعى مينا ويبلغ من العمر 32 عام وحيد و عائلته الوحيدة هي مارجيت .
بدأ الظابط في البحث عن مينا وأول شئ قام به ، هو الذهاب ليسأل جيران مينا ومارجيت ، وبالفعل جميعهم أجمعوا أنه مختفي من 3 أيام ، و أحد من الجيران يدعى كمال زكريا قال أن مينا من المحتمل أنه هرب بسبب الخلافات الكبيرة بينه وبين مارجيت وهنا طلب منه الظابط التوضيح أكثر عن مقصده وقال له ، أنهم كل يوم يحدث بينهم خلاف وجميع الجيران يتجمعوا أمام منزلهم خوفاً علي مارجيت وذلك لأن أصواتهم عالية جداً وخصوصاً صوت مارجيت التي تستغيث بأي شخص لينقذها من يد زوجها ثم يتحول صوتها إلي صوت استعطاف لزوجها ليتركها وبعدها بدقائق يفتح الباب ويرمي مارجيت بالخارج دون أن يهتم لمنظرها وأن ثيابها ممزقة وتقوم أحد الجيران بأخذها لتعدل ثيابها بالداخل ثم تذهب إلي أهلها ، وفي كل مرة يحدث هذا نعتقد أن مارجيت لن تعود مرة أخرى لمينا ولكننا نتفاجئ أنها تعود مرة أخرى ، كان الظابط في حيرة من أمرة فكيف لسيدة تكون قلقة وخائفة علي زوجها وهو يقوم بتعنيفها كل يوم ،فكانت الشكوك جميعها حول مارجيت لهذا كثف الظابط من البحث عن مينا لكن البحث لم يكتمل لأن مينا ظهر مرة أخرى .
أتى بلاغ لقسم الهرم في اليوم التالي من الجيران المبني المجاور لمنزل مارجيت ومينا بأن هناك رائحة كريهة منبعثة من السطح ، وعندما ذهب حارس العمارة ليستفسر عن السبب وراء الرائحة وجد أنها جثة فعلى الفور قام بالأبلاغ ، عندما ذهبت الشرطة لتفحص الجثة وجدتها أن جثة لرجل وعلى الفور أرسلت الشرطة الجثة للتشريح والذي أفاد من خلال التقرير ، أن الجثة لشاب يبلغ من العمر 32 عام وأنه متوفي منذ 3 أيام ، ملامح وجها مشوهة ويده بها كدمات وهذا يدل علي أنه كان يقاوم ، وكان هناك أثار ظوافر عليه فمن المحتمل أن هناك شخصين قاموا بقتله ، وأنه مسيحي الديانة بسببب الوشم الذي على يده ،وأن سبب الوفاة هو الخنق وكان هناك أثار بنزين على الجثة لكنها لم تحترق فخمنوا أن القاتلى وضعوا بنزين حتى يحرقوا الجثة ولكن بسبب المطر في هذا اليوم أو ليمنعوا ظهور الرائحة ، حاول الطب الجنائي أخذ أي عينة من الجثة للوصول للجاني لكن بسبب المطر والبنزين الأثار أختفت وبسبب أن الجثة كانت بلا بطاقة أو أي اوراق شخصية فكان من الصعب العثور على هويته الجثة ، فقررت الشرطة البحث في ملفات المفقودين ووجدوا أن مواصفات الجثة تطابق على مواصفات مينا وعندما قارنوا بين صورته وصوره الجثة لم يتمكنوا من التحديد إذا كان هو أم لا،لهذا قرروا الأستعانة بمارجيت للتعرف على الجثة .
وفي اليوم التالي تفاجئت مارجيت بوجود ظابط على باب منزلها ولم يكمل حديثة عندما طلب منها أن تأتي لترى جثة ،وجد أن مارجيت تبكي وتصرخ لكنه لاحظ أنها تصتنع البكى فطلب منها أن تتوقف عن البكاء وأن تأتي معهم لترى إذا كانت هذة الجثة لزوجها أم لا لأنهم ليسوا على يقين بأنه مينا ، وهنا نهضت مارجيت وطلبت من الظابط أن ترسل أحد بدلها لأنها لن تتسماسك إذا وجدت أنه مينا خصوصاً أن الجثة مشوهه وهنا بدا الحيرة علي وجه الظابط لأنه لم يقل أن الجثة مشوه فردت مارجيت أنه قال أنه غير متأكدين أنه مينا فمن الأكيد بسبب أن الجثة مشوه ، فلم يهتم الظابط لما حدث وأتصلت مارجيت بأخيها والذي يدعى جرجس وذهبت لتردي ملابسها ثم خرجت وهي ترتدي ثياب سوداء فاستغرب الشرطي لهذا لكنه أيضاً لم يهتم ، وذهبا إلي المشفي وأثناء الطريق كانت مارجت تبكي بصوت عالي وكانت مصدر أزعاج للشرطي وعند وصولهم تركها وذهب،وقابلها رئيس المباحث وطلب منها الهدوء والتماسك عند دخولها إلي المشرحة ، عندما دخلت إلي المشرحة وقام الطبيب برفع الغطاء أصدرت صرخة عالية جعلت الجميع يقوموا بإخراجها للخارج وعندما وجدت جرجس أمامها أخذت تبكي في حضنه وكل على لسانها أن مينا مات ، لكنه كان يقوم بأبعدها عنه ،وعلم أنه لا يستطيع أن يستلم الجثة إلا بأذن النيابة ومن بعدها سيبدأ التحقيق في مقتل مينا .
بدأت التحقيقات وكانت كل الشكوك حول مارجيت زوجته لهذا كانت البداية معها، وكان أول سؤال وجه وكيل النيابة لها إذا كانت تعتقد أن هناك أحد بالفعل قتل مينا ، وكان ردها أنه من المحتمل أنها مجموعة من اللصوص تفاجئوا بمينا وقتلوه وحاولوا أحراق جثته ، عندما قالت مارجيت أخر جملة كان الظابط في حيرة شديدة لأنه لم يبلغها بأنهم حاولوا أحراقها ولهذا سألها من أين علمت بهذا ،وهنا توترت مارجيت وقالت أنها عندما دخلت المشرحة شمت رائحة بنزين لهذا قد خمنت ليس أكثر ،فشكرها الظابط وطلب منها أن تنتظر بالخارج وأن جرجس أخها يدخل للتحقيق…..وعندما دخل قام وكيل النيابة بسؤاله ذات السؤال ،إذا كان يعتقد أن هناك بالفعل قتل مينا وتفاجئ الظابط بأن جرجس قال أن مارجيت هي من لها مصلحة في قتل مينا لأنه كان يعنقها وعندما خرج ودخل والد مارجيت نفي تماماً أن مارجيت هي من قتلت مينا وأن أبنته كانت تحب زوجها للغاية ولكنهم في أخر سنتين فقط كان هناك خلافات كثيرة مثل أي زوجين لكن مارجيت من المستحيل أن تقتل زوجها مينا ، أما الجيران فقد أختلفوا في الأراء فمنهم من يرى أن مينا كان شخص مختل ومنهم يرى أنه ليس أنسان مجنون ليقوم بضرب زوجته كل يوم .
بالأضافة عندما استدعا وكيل النيابة حارس العمارة أن في كل مرة كان مينا يقوم بطرد مارجيت كانت أحواله تتغير ويعود من الخارج وهو سكران في وقت متأخر من الليل وعندما يسمع صوته يركض عليه ليساعده حتى لا يراه أحد من الجيران وأن مارجيت لم يرى منها أي شئ يدل على أنها سيدة تخون زوجها وأنها في غاية اللطف والطيبة ، وعند استدعاء أبنه والذي يدعي عبد الفتاح ليقوم بسؤاله إذا يعتقد أن في شخص قد قتل مينا قال أنه أنه من المحتمل أنها مجموعة من اللصوص تفاجئوا بمينا وقتلوه وحاولوا أحراق جثته وهنا ابتسم الظابط لأن أخيراً وصل إلي قاتل مينا .
أمر وكيل النيابة بأستدعاء مارجيت وقام بمواجتها أمام عبد الفتاح في ارتكابهم للجريمة سوياً وعندما علموا أنهم قد كشف أمرهم قاما بالأعتراف أنهم من قتلوا مينا ، وقالت مارجيت أن مينا كان يتشاجر معاها على أتفه الأسباب وعندما كان يقوم بطردها كان يتركها بالشهور في منزل أهلها دون أن يسأل عليها وعندما كان يشعر والدها أن أصبحت حمل عليه يقوم بأرجعاها إلي منزل زوجها ،وفي يوم بالصدفة عملت أن زوجها على علاقة بأمرأة أخرى وأنه قد وعدها بالزواج وأن السبب في تأخره هو زواجهم لأن لا يوجد طلاق في ديانتهم وأنها من الممكن أن تجد نفسها في يوم مقتوله أو مسمومة لهذا قررت الأنتقام منه ، ولأنها كانت تعلم أن عبد الفتاح يحبها في السر وهذا بسبب النظرات وقررت أن تستغل هذا وتتقرب منه ووعدته أنها ستكون له وعندما كان يأتي لها ويحاول التقرب منها كانت ترفض وتهدده أنها ستقوم بالصراخ وأنها لها شرط وحيد ومن بعدها ستكون ملكاً لها، وهو أن يأتي لها في اليوم التالي أن يأتي لها معه حبل متين في الساعة 1 .
وبالفعل في اليوم التالي وجد أن باب المنزل مفتوح ومارجيت في انتظاره وعندما دخل قامت بالأشارة إلي غرفة مينا وهنا علم عبد الفتاح ماذا يجب أن يفعل ، وتملكه الغضب الشديد وقام بلف الحبل حول رقبه مينا وعندما أفاق مينا أنقضت مارجيت عليه وأمسكت برجله وعندما تأكدوا أنه مات دخلوا في علاقة دون الأهتمام لحرمة الميت، وعندما ادركوا أن الشمس اوشكت علي الظهور ، حمل عبد الفتاح الجثة للمبني المجاور لهم ووضعها على السطح بعد أن لفها في سجادة والاقى عليها بنزين لكن بسبب المطر في هذا اليوم لم يتمكن من حرقها وتركها هو ومارجيت .
أمرت النيابة بعد استماعها لأقوال المتهمين بإحلتهم إلي دار الأفتاء والتي حكمت عليهم بالأعدام شنقاً وتحرر محضر بالواقعة .