أخبار فلسطين

غزة تحت النار .. تصعيد عسكري إسرائيلي ومبادرة مصرية تبحث عن نافذة للتهدئة

كتبت/ فاطمة محمد 

تشهد غزة تصعيدًا عسكريًا واسعًا مع استمرار إسرائيل في توسيع عملياتها الجوية والبرية داخل القطاع، في وقتٍ تتفاقم فيه الأزمة الإنسانية بشكل غير مسبوق

وبينما تغرق غزة بالحرب، تسعى القاهرة لفتح باب سياسي جديد عبر طرح مبادرة لإحياء مفاوضات الهدنة، وسط تصلب إسرائيلي على الحسم العسكري وجمود في المسار السياسي.

الجيش الإسرائيلي يوسّع عملياته على ثلاث جبهات

أعلن الجيش الإسرائيلي عن تنفيذ هجمات موسعة في شمال وجنوب وشرق غزة، ضمن خطة تستهدف تقويض البنية التحتية لحركة حماس، وفرض ما يسمى بـ”المنطقة العازلة” على امتداد الحدود.

بحسب تصريحات فإن الجيش الإسرائيلي يستخدم تكتيك “القضم التدريجي” للسيطرة على مزيد من الأراضي، بالتوازي مع حملات قصف مكثفة أسفرت عن مقتل أكثر من 250 من عناصر الحركة، بينهم 12 قائدًا ميدانيًا.

وتشارك وحدات عسكرية متخصصة، مثل الفرقة 252 بالشمال والفرقة 32 بالجنوب، حيث أن الجيش يحرص على عنصر المباغتة والغموض بتحركاته، وهو ما أكده رئيس الأركان الإسرائيلي.

خطة “هجينة” تجمع بين العسكرة والتهجير

في سياق ميداني أكثر إثارة للجدل، برزت ملامح خطة “عسكرية-إنسانية هجينة”، تعتمد على إنشاء ما تسميه إسرائيل بـ”الجزر الإنسانية”، وهي مناطق يُجبر السكان على مغادرتها ليعاد توطينهم لاحقًا بعد إجراء “تصنيف أمني مشدد”.

ويرى مراقبون أن هذه الخطة تمهد إما لتطبيق جزئي لخطة ترامب أو لتشكيل واقع سياسي جديد يُقصي حماس والسلطة الفلسطينية معًا.

قصف متواصل ومعاناة إنسانية تتفاقم

في الميدان، لا تتوقف الغارات عن استهداف مناطق مكتظة بالسكان، حيث أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بسقوط 38 قتيلًا منذ فجر الجمعة، معظمهم مدنيون، من بينهم نازحون كانوا يحتمون بمدرسة بحي التفاح

كما أدى قصف على منشأة مياه رئيسية إلى حرمان نحو 70% من سكان مدينة غزة من المياه.

وأكد البنا أن القصف يتركز على أحياء الزيتون والشجاعية والتفاح، حيث تحاصر النيران العائلات وتشل حركة النزوح، بينما تواجه المستشفيات نقصًا حادًا في الأدوية والمستلزمات الطبية، وسط تحذيرات أممية من أن ثلثي القطاع أصبح في مناطق خطرة أو مهددة بالإخلاء.

جهود مصرية لإنعاش المفاوضات وسط تصلب إسرائيلي

على المسار السياسي، قدمت مصر مقترحًا جديدًا يهدف إلى استئناف المفاوضات بين إسرائيل وحماس تحت صيغة “التفاوض تحت النار”، مع التركيز على ملف تبادل الأسرى باعتباره مفتاح أي تقدم محتمل

وتشمل المبادرة المصرية كذلك مقترحات لترتيب إدارة قطاع غزة ما بعد الحرب، عبر حوار مع حركة فتح في القاهرة.

وتنتظر القاهرة دعمًا دبلوماسيًا إضافيًا، مع زيارات مرتقبة لمبعوثين دوليين أبرزهم المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، المتوقع أن يزور مدينة العريش تأكيدًا على الدعم الأوروبي لجهود وقف إطلاق النار.

شروط إسرائيلية “صادمة” وتلميحات بالتهجير

رغم الضغوط الدولية المتزايدة، تتمسك إسرائيل بشروط وصفت بأنها “تعجيزية” لوقف الحرب، أبرزها نزع سلاح حماس وانسحاب مقاتليها من غزة.

كما لمّح وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إلى إمكانية إحياء مسار التهجير، مشيرًا إلى أن “صفقة ترامب” قد تُنفذ إذا وافقت دول على استقبال الغزيين الراغبين بالمغادرة، وهو ما أثار قلقًا واسعًا بشأن نوايا إسرائيل في تغيير التركيبة السكانية للقطاع بالقوة.

وفي ظل اشتداد المعارك وغياب أفق سياسي واضح، يبدو أن غزة تقف عند مفترق طرق حاد، حيث يحاول الوسطاء كسر حالة الجمود، فيما تمضي إسرائيل في معركتها، وحماس تواصل الصمود وسط دمار متسارع ومعاناة مدنية خانقة.

script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-6898956440328841" crossorigin="anonymous">
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى