لقاء ثلاثي في الدوحة يثير الجدل .. السوداني يجتمع بالشرع والشيخ تميم في زيارة غير معلنة

كتبت/ فاطمة محمد
تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورة تظهر لقاءًا ثلاثيًا ضم رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ورئيس المرحلة الانتقالية السورية أحمد الشرع، بحضور أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في العاصمة القطرية الدوحة.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن اللقاء تم خلال زيارة غير معلنة للسوداني يوم الثلاثاء الماضي، بالتزامن مع وجود الشرع في الدوحة، وسط حرص الحكومة العراقية على عدم الكشف عن تفاصيل الزيارة في الوقت الحالي، بسبب حساسيات سياسية داخلية تتعلق بموقف بعض القوى والفصائل من تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية الجديدة.
وصرّح مصدر سياسي مقرب من الحكومة العراقية بأن اللقاء أُجري “لاستطلاع موقف” رئيس الحكومة السورية الانتقالية، مشيرًا إلى أن بعض حلفاء السوداني لا يزالون يتحفّظون على أي تقارب مباشر مع الشرع، في ظل اتهامات تاريخية ضده تتعلق بفترة ما بعد سقوط النظام العراقي عام 2003.
وأشار المصدر إلى أن تسريب صورة اللقاء أحرج الحكومة العراقية التي لم تُصدر أي بيان رسمي حتى الآن، بخلاف قطر وسوريا اللتين أعلنتا عن اللقاء رسميًا.
ويأتي هذا اللقاء قبل أسابيع قليلة من القمة العربية المرتقبة في بغداد، والمقرر عقدها في مايو المقبل
وفي هذا السياق، قال حسين علاوي، مستشار رئيس الوزراء العراقي، إن اللقاء جاء استجابة لمناشدات قطرية متعددة لدعم مسار التطبيع بين سوريا والعراق، مؤكدًا أن “العراق يسعى لتقريب وجهات النظر العربية وتعزيز الاستقرار الإقليمي”.
وأضاف علاوي أن دمشق أبدت رغبة قوية في إعادة العلاقات مع بغداد، في ظل الحاجة الملحة للتعاون في ملفات الأمن والطاقة، مشيرًا إلى أن السياسة العراقية الحالية تعمل على تجاوز الخلافات التاريخية والسعي نحو انفتاح دبلوماسي يعزز التكامل العربي.
وتزامن اللقاء مع تصريحات سابقة للسوداني خلال مشاركته في ملتقى السليمانية، أكد فيها أن “الرئيس السوري مرحب به في القمة العربية ببغداد”، وأن دعوة رسمية وُجّهت له بالفعل.
يُذكر أن العلاقات العراقية السورية اتسمت بالتوتر لعقود، لا سيما خلال فترة حكم حزب البعث في البلدين، والانقسام بين جناحيه في بغداد ودمشق
كما شهدت العلاقات فتورًا بعد 2003 نتيجة اتهامات متبادلة، لكنها عادت للتحسن تدريجيًا بفعل التنسيق الأمني ضد تنظيم “داعش”، وتورط بعض الفصائل العراقية في القتال إلى جانب النظام السوري بعد اندلاع الثورة عام 2011.
وفي ظل التغييرات الإقليمية الأخيرة والجهود العربية لفك العزلة عن سوريا، يبدو أن العراق يخطو بحذر نحو إعادة ترتيب أوراق العلاقة مع دمشق، بما يتماشى مع مصالحه الوطنية والإقليمية.