حوادث وقضايا
أخر الأخبار

دماء السكون في شقة الطابق الثالث – من قتَل مدام نوال؟

 

كتبت / رنيم علاء نور الدين

الثالثة مساءً، شارع قديم في قلب شبرا، لا يقطع صمته إلا صوت بائع الكشري، وضجيج أطفال يلعبون أمام العمارة رقم ١١. بين كل الشقق المغلقة والنوافذ الخشبية، هناك شقة واحدة ظلت أنوارها مشتعلة لثلاثة أيام متواصلة، دون صوت… دون حركة. شقة مدام نوال.

امرأة خمسينية عاشت حياة باهتة، زوج ميت وأبناء في بلاد بعيدة، وهدوء قاتل يملأ المكان. لكن في ذلك الثلاثاء، كسر رجال الشرطة الباب بعد بلاغ من الجيران، ليجدوا جثتها ممددة بجوار المطبخ. الدماء جافة، الضربة دقيقة في مؤخرة الرأس، والوجه لا يحمل أي ملامح خوف… فقط استسلام.

ما بدا للوهلة الأولى كحادث سطو، تحول سريعًا إلى جريمة مخططة. لا شيء مفقود. المجوهرات في الدرج، والحقيبة في مكانها، والهاتف فوق المنضدة، بجانبه كوب شاي ما زال يحتفظ بحرارته، وبأحمر شفاه غريب.

التحقيقات بدأت ببطء، وكل الاحتمالات مفتوحة. لكن الضابط أيمن عبدالقادر، الذي كان يتابع الملف، لاحظ شيئًا صغيرًا… كوب الشاي موضوع بجانب كرسي واحد، وليس اثنين. أي أن الزائرة شربت بمفردها… وجلست وحدها.

بعد تتبع كاميرات الحي، وعمليات بحث دقيقة، توصلوا إلى شابة في منتصف العشرينات، ظهرت مرة واحدة فقط في الممر، قبل يومين من اكتشاف الجريمة. تم التعرف عليها، كانت تدعى “سماح”، ابنة أخت نوال.

في التحقيق، قالت سماح: “كنت عايزة حقي… خالتي أخدت نصيب أمي من ورث جدتي، وكانت بتقول لي دايمًا إن مفيش فلوس… كنت عارفة إنها بتخبّي حاجة، دورت ومالقيتش، ولما واجهتها، ضحكت… ضحكت كأنها بتتحداني”.

وفي لحظة، ارتفعت يدها، وضربت. ليس بدافع السرقة، بل بدافع الإهانة… بدافع الغضب المكبوت.

لكن السؤال الذي ظل مطروحًا في النهاية: هل القاتلة جاءت لتأخذ حقها فعلاً… أم جاءت لتنتقم من حياة كاملة شعرت أنها خُدعت فيها؟

script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-6898956440328841" crossorigin="anonymous">
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى