
كتبت / رنيم علاء نور الدين
داخل جدران منزل متواضع، تعيش “مارجريت” — اسم مستعار — يومها بين خوف دائم وصمت موجع. لم تكن حياتها الزوجية كما حلمت بها، بل أصبحت سلسلة من الكوابيس المتكررة، حتى باتت تطرق أبواب الكنيسة وتناشد قداسة البابا تواضروس الثاني بنفسها: “عاوزة أطلق.. مش قادرة أكمّل”.
تقول السيدة القبطية المكلومة إنها لم تعد تحتمل حياة الخوف مع زوج مدمن، يتقلب بين نوبات عنف وهذيان، حتى وصل الأمر إلى التعدي بالضرب على والدها العجوز، في واقعة كادت أن تودي بحياته. لم تكن تلك المرة الأولى التي ترى فيها الدم يسيل في البيت، لكنها كانت اللحظة التي قررت فيها أن تكسر صمتها، وتخرج عن صبرها الطويل.
مارجريت لم تكتفِ بالشكوى، بل حررت ثلاث محاضر رسمية ضد زوجها، اتهمته فيها بالضرب والتهديد، وحين لم تجد نصيرًا، لجأت إلى موقع “فيسبوك” تستغيث، بعد أن وجدت نفسها محاصَرة بين عنف زوجها وقيود الطلاق الكنسي.
قالت في استغاثتها إن زوجها لا يعرف شيئًا عن بناته، ولا ينفق عليهن، ولا يهتم بتفاصيل حياتهن اليومية، مؤكدة أنها ترغب في الطلاق ونقل ولاية بناتها التعليمية لمدرسة أخرى تحميهن من بيئة مضطربة.
ورغم تدخل عدد من الآباء الكهنة في محاولة للصلح، إلا أن الزوج لم يلتزم بتعهداته، بل عاد ليضربها ويهدد حياتها من جديد.
القصة التي باتت تتردد في أوساط الأقباط تفتح الباب واسعًا أمام تساؤلات صعبة:
إلى متى تنتظر النساء الطلاق في ظل تعقيدات القانون الكنسي؟ ومتى يكون النجاة من العنف مبررًا كافيًا للانفصال؟ .