عرب و عالم

تسليم الأسرى ومشاهد تاريخية في غزة.. حماس ترسّخ قواعد جديدة

 كتبت نور يوسف 

في مشهد يعكس تحولات ميدانية وسياسية مهمة، سلّمت كتائب القسام ثلاثة أسرى إسرائيليين، في وقت تستعد فيه إسرائيل للإفراج عن ١٨٣ أسيرًا فلسطينيًا ضمن الدفعة الرابعة من تبادل الأسرى في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار. وفي تطور آخر، من المنتظر إعادة تشغيل معبر رفح اليوم السبت بعد أشهر من الإغلاق.  

وسط أجواء غير مسبوقة، شهد ميناء غزة وخان يونس لحظات تسليم الأسرى الإسرائيليين، حيث سلّمت “وحدة الظل” في كتائب القسام الأسير كيث سيغال، الذي يحمل الجنسية الأميركية والإسرائيلية، إلى الصليب الأحمر الدولي، وقد تم إهداء هدية له وهدية لزوجته التي تم الإفراج عنها في نوفمبر ٢٠٢٣، وذلك بعد تسليمها الأسيرين ياردن بيباس وعوفر كالدرون في خان يونس.  

وخلال عملية التسليم، احتشد المئات من مقاتلي القسام والمواطنين الفلسطينيين، وسط رفع صور قادة القسام الذين استشهدوا خلال المعارك، وعلى رأسهم محمد الضيف وأعضاء في المجلس العسكري للحركة. وقد شارك قائد كتيبة الشاطئ في القسام في تسليم الرهينة الثالث في ميناء غزة، والذي أعلنت إسرائيل اغتياله أثناء الحرب. كما ظهر مقاتلو القسام وهم يحملون أسلحة غنموها خلال المواجهات، بالإضافة إلى عرض بنادق الغول المطورة محليًا، وظهور سيارة تم الاستيلاء عليها أيضا في ال ٧ من اكتوبر .  

في المقابل، أكد الجيش الإسرائيلي استلام الأسرى الثلاثة، بينما صرّح الإسعاف الإسرائيلي بأن الأسيرين ياردن بيباس وعوفر كالدرون بصحة جيدة. فيما أعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية أنها بصدد الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين وفق الصفقة المبرمة مع حماس.  

وكان ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد أعلن مساء أمس أن إسرائيل تلقت قائمة الأسرى الفلسطينيين الذين ستفرج عنهم حركة حماس اليوم، حيث أوضح مكتب إعلام الأسرى التابع لحماس أن القائمة تشمل أسيرًا مريضًا من بين الأسرى التسعة، إضافة إلى ٩ أسرى محكوم عليهم بالمؤبد، و٨١ أسيرًا من ذوي الأحكام العالية.  

كما أُضيف إلى الصفقة ١٢ أسيرًا آخرين من ذوي الأحكام المؤبدة، و١١١ أسيرًا من أبناء غزة الذين اعتقلوا بعد ٧ أكتوبر/تشرين الأول ٢٠٢٣، وهو ما يعكس تغيّر ميزان التفاوض لصالح المقاومة الفلسطينية.  

في تطور مهم، ينتظر أن يُعاد اليوم السبت فتح معبر رفح بعد إغلاقه منذ مايو/أيار الماضي حين سيطر عليه الجيش الإسرائيلي. ومن المقرر أن تبدأ عملية إجلاء المصابين والمرضى الفلسطينيين على دفعات، حيث تستعد غزة لإخراج ٥٠ مريضًا من مرضى السرطان والقلب إلى مصر عبر المعبر.  

وكان الجيش الإسرائيلي قد انسحب من المعبر الحدودي بين قطاع غزة ومصر أمس الجمعة، فيما أعلن الاتحاد الأوروبي عن انتشار بعثته المدنية في المعبر بناءً على طلب من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، حيث ستشمل مهمته التعاون مع الموظفين الفلسطينيين على الحدود وتقديم الرعاية الطبية حتى نهاية المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار.  

في هذا السياق، رحّبت منظمة الصحة العالمية بالخطوة، مؤكدة أن هذه أول عملية إجلاء طبي منذ بدء وقف إطلاق النار، بينما لا يزال هناك بين ١٢ ألفًا و١٤ ألف فلسطيني بحاجة إلى الإجلاء الطبي العاجل خارج غزة.

script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-6898956440328841" crossorigin="anonymous">
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى