اجتياح جديد ونزوح جماعي.. الاحتلال يصعّد عدوانه بعملية برية في شمال غزة
كتبت نور يوسف
واصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك)، اليوم الخميس، عن بدء عملية برية جديدة في شمالي القطاع، وذلك بالتزامن مع قصف جوي مكثف استهدف مناطق عدة.
وأفادت مصادر عسكرية بأن جيش الاحتلال وسّع عملياته البرية خلال الليلة الماضية، حيث توغلت قواته بدعم جوي في مناطق شمال قطاع غزة. كما أطلق الاحتلال غارات مكثفة استهدفت العشرات من عناصر المقاومة وفقًا للمزاعم الإسرائيلية، بالإضافة إلى “منشآت عسكرية، ومخازن أسلحة، وبنى تحتية تابعة لفصائل المقاومة”.
وأعلن الناطق باسم جيش الاحتلال في بيان مقتضب صباح اليوم، أن القوات الإسرائيلية بدأت عملية برية جديدة وسط وجنوب قطاع غزة، مدعيًا أن الهدف منها هو توسيع المنطقة الدفاعية بين شمال القطاع وجنوبه، حيث انتشرت القوات حتى وسط محور “نيتساريم”.
على وقع القصف الإسرائيلي المتواصل، اضطر عدد من الفلسطينيين إلى النزوح مجددًا من شمال قطاع غزة نحو الجنوب، في مشهد مأساوي يعيد تكرار معاناة المدنيين منذ اندلاع الحرب. وتحركت العائلات مشيًا على الأقدام أو في عربات مكتظة، حاملين ما تمكنوا من إنقاذه من ممتلكاتهم البسيطة، وسط أوضاع إنسانية كارثية.
وكانت إعادة فتح محور “نيتساريم” والسماح للنازحين الفلسطينيين بالعودة عبره من الجنوب إلى الشمال بندا أساسيًا في اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وهو الاتفاق الذي تنصلت منه إسرائيل، وواصلت حربها على القطاع متجاهلة التزاماتها.
وفي سياق متصل، أفادت مصادر مصرية بانسحاب الفريق الأمني المصري من محور “نيتساريم”، قبل بدء التوغل البري الإسرائيلي في المنطقة أمس الأربعاء، ما يعكس تصاعد حدة التوترات الأمنية في القطاع.
وفي إجراء عقابي جديد، فرضت قوات الاحتلال حظرًا على تنقل الفلسطينيين عبر طريق صلاح الدين بين شمال وجنوب غزة، حيث أغلقت الطريق بالكامل، وسمحت فقط بالتحرك عبر طريق الرشيد (الساحلي)، مما يزيد من صعوبة أوضاع المدنيين الذين يكافحون للبقاء على قيد الحياة وسط الدمار المستمر.
يأتي هذا التصعيد ضمن سلسلة طويلة من الانتهاكات التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين، في ظل استمرار القصف والتضييق على المدنيين، ما يفاقم الأزمة الإنسانية التي يعيشها القطاع منذ أشهر.
