أعداد الشهداء المُعلنة في غزة تخفي ورائها جبلًا من الشهداء المجهولين
كتبت/ فاطمة محمد
الحرب في غزة لم تترك أثرها فقط في الأعداد الكبيرة للشهداء، بل تكشف عن مأساة أخرى تحت الأنقاض، حيث تنتظر آلاف الجثث أن تُحصى ويُكشف عنها بعد نهاية الصراع.
في الأيام الأولى من اندلاع القتال، كانت الأطقم الطبية في غزة تُسجل بدقة هويات الشهداء الذين يصلون إلى المستشفيات
وكانت وزارة الصحة تصدر تقارير يومية توضح أعداد الشهداء لكن، مع مرور الوقت وانهيار النظام الطبي في القطاع، أصبحت عملية الإحصاء أكثر تعقيدًا، حسب تقرير نُشر في صحيفة “واشنطن بوست”.
يشير التقرير إلى أن حوالي 6000 شهيد لا يزال مجهولي الهوية، حيث لم يتمكن المسعفون من استخراجهم من تحت الأنقاض أو الذين دُفنوا مع أسرهم دون تسجيلهم في المستشفيات.
قصص مؤلمة من الناجين
كانت عبير واحدة من هؤلاء الناجين الذين عاشوا لحظات مرعبة تحت الأنقاض والتي كانت تجلس مع والدتها وشقيقتها في منزلها بمدينة غزة عندما ضربت غارة جوية إسرائيلية المنطقة في 6 ديسمبر الماضي.
تصف عبير تلك اللحظات قائلة: “شعرت وكأننا جميعًا مدفونون تحت الأرض
سمعت صرخات والدتي، لكنني لم أتمكن من معرفة مكانها رأيت شقيقتي هيا، بدت وكأنها نائمة”
على الرغم من إنقاذ عبير، إلا أن والدتها وشقيقتها لا تزالان تحت الأنقاض، ولم يتم تقييد استشهادهما في وزارة الصحة، مما يعني أنهما غير محسوبتين ضمن شهداء الحرب.
صعوبة إحصاء أعداد الشهداء
أستاذ متخصص في إحصاء ضحايا الحرب أوضح أن العديد من الأسر في غزة غير قادرة على تسجيل شهدائها لأسباب مختلفة ، بالإضافة إلى ذلك فإن عائلات بأكملها قد استشهدت دون أن يبقى أحد لتوثيق استشهادهم.
مصادر مفتوحة لرصد أعداد الشهداء
منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023، أعتمد الباحثون في منظمة “إيروارز” البريطانية على مصادر مفتوحة لجمع هويات الشهداء من المنشورات على الإنترنت والتقارير الإخبارية
رغم ذلك، تشير إميلي تريب، مديرة المنظمة، إلى أن ما تم جمعه يمثل فقط “قمة جبل الجليد”، مما يبرز حجم المأساة التي قد تتضح مع مرور الوقت ومع انتهاء الحرب، حين يتمكن الباحثون من دخول غزة لفحص الأوضاع بشكل مباشر.
الجهود المبذولة من قبل منظمات مثل “إيروارز” تُظهر أن العدد الحقيقي للشهداء قد يكون أعلى بكثير مما تم تسجيله حتى الآن، حيث أن بعض الأسماء لم تُدرج في القوائم الرسمية، مما يعكس عمق الفجوة بين الأرقام المعلنة والحقيقة المؤلمة