حوارات صحفية

“شروق ورحاب وسمية… ثلاث وجوه ووش واحد : فاتن سعيد تحكي عن الألم، والحلم، والتمثيل اللي بقى حياة في حوار خاص 

 

حوار أحمد سالم 

في كل عمل، كانت فاتن سعيد بتطل علينا بوجه مختلف، لكنها كانت دايمًا بنفس الصدق والإحساس، في شروق، شفنا البنت البسيطة اللي بتحاول تفهم الحياة وسط صدمة الفقد، في قهوة المحطة، عاشت حالة حب انتهت بمأساة هزّت مشاعرنا كلنا، أما رحاب، في ظلم المصطبة، فكانت الصوت العالي اللي قرر يقول “لأ” لتقاليد بتظلم البنات وبتخنق أرواحهم، شخصية صعبة، مكسورة من جوا، لكن وقفت قدام المجتمع بشجاعة، ولما قدمت سمية في لام شمسية، كانت أقوى من أي وقت، بس مش بقوتها، بقوة الألم اللي جواها، واللي اتنطق بصوت كل واحدة اتعرضت لتحرش وسكتت.

التلات شخصيات بيجمعهم الوجع، بس كل واحدة فيهم وجعها مختلف، شروق فقدت، رحاب اتكسرت، وسمية اتجرحت… وفاتن عرفت تحكي حكايتهم وكأنها عاشتهم، بكل ضعفهم وقوتهم. 

في هذا الحوار، نقترب أكثر من فاتن، نكشف أسرار البدايات، كواليس الأدوار، ونحاول أن نفهم كيف استطاعت أن تصنع هذا التأثير الكبير في وقت قصير.

فاتن، من الشخصيات الملهمة جدًا، عرفينا أكتر عن رحلتك من الثانوية العامة لحد دخولك عالم التمثيل؟ إزاي قررتي تسيبي الطب وتدخلي التمثيل؟

بصراحة الموضوع كان صعب جدًا، أنا طول عمري بحب التمثيل، بس كنت في بيئة بتشوف إن الطب والهندسة هما الطريق الصح، لما جبت 99% دخلت طب زي ما كل الناس حلمت، بس جوايا كنت مش سعيدة، كنت حاسة إني مش أنا، عايزة أمثل، أعبّر، أعيش شخصيات تانية.

جبتي 99% في الثانوية العامة، ودي نسبة كبيرة، إيه اللي خلاكي تختاري طريق غير تقليدي؟ وهل لاقيتي اعتراض من أهلك؟

أيوه طبعًا، حصل اعتراض، وكان في خوف عليّ، بس بعدين لما شافوا إني مصممة ومبسوطة، ابتدوا يدعموني، ووقتها قولت لنفسي “أنا مش همشي في طريق مش بتاعي، حتى لو الطريق اللي بحبه صعب”.

فاكرة أول مرة وقفتي فيها قدام الكاميرا؟ إحساسك كان إيه؟ وخوفتِ وقتها ولا حسيتِ إنك في المكان الصح؟

أول مرة كانت مرعبة جدًا، قلبي كان بيدق بسرعة، بس أول ما الكاميرا اشتغلت، حسيت إن دي مكاني، إن دي فاتن اللي كانت مستخبية من سنين، حسيت إني بتنفس.

دورك كشروق في “قهوة المحطة” حقق تفاعل كبير، خاصة إن شخصيتها بتمر بتحولات نفسية كبيرة، إزاي حضّرتي للدور؟

قعدت كتير أذاكر تفاصيل شروق، سمعت ستات من الريف، وكتبت مشاعرها في نوتة، كانت إنسانة بسيطة جدًا بس جواها قوة ووجع، وحبيت أطلع ده كله.

مشهد مقتل مؤمن كان مؤلم جدًا، إزاي عيشتي المشهد ده؟ وهل كنتي بتقدري تفصلِ بينك وبين شروق بعد التصوير؟

بصراحة لا، المشهد ده خلاني أعيط بجد حتى بعد ما خلصنا تصوير كنت متعلقة بالشخصية وبقصة الحب دي، ولما مات مؤمن، حسيت كأني فقدت حد حقيقي.

الجمهور اتأثر جدًا بمشهد مقتل والدتها، وظهور الشك في والدها، إيه أكتر تعليق أو رسالة استقبلتيها وأثرت فيكي؟

واحدة بعتتلي وقالتلي : “انتي خلتيني أعيط على أمي اللي ماتت من ١٠ سنين”، الرسالة دي قصرت فيا جدًا، وحسيت إن التعب وصل للناس.

لما عرفنا في النهاية إن والدها بريء، ده قلب الأحداث تمامًا، إنتي كمشاهدة كنتي شاكة فيه؟

أيوه بصراحة كنت شاكّة فيه، زي شروق، بس بعدين حسيت بالذنب، وده اللي عجبني في القصة إنها مش بتقدم شخصيات مثالية، فيها غلط وضعف.

دورك كـ”سمية” المعلمة في “لام شمسية” كان مهم جدًا وبيحكي عن موضوع حساس زي التحرش، إيه اللي جذبك للدور؟

اللي جذبني إن الدور إنساني جدًا، سمية مش بس ضحية، دي صوت لكل واحدة خافت تتكلم، حسيت بمسؤولية كبيرة وأنا بأديها.

المشهد اللي بتحكي فيه سمية عن تجربتها كان مؤثر جدًا، إزاي قدرتي توصلي الألم ده بالشكل الحقيقي اللي وصل للجمهور؟

عشت التجربة في خيالي كأنها حصلتلي، قعدت أفكر لو أنا حصل معايا كده، هحس بإيه، وده خلاني أتكسر وأنا بمثّل، كان أصعب مشهد صورته.

شايفة إزاي أهمية الدراما في طرح قضايا زي دي؟ وهل حسيتِ إن في مسؤولية عليكِ كممثلة توصل الرسالة صح؟

طبعًا، إحنا مش بنمثل بس علشان الناس تتبسط، لأ، في قصص لازم تتقال، ولازم نوصلها بحساسية وصدق، وأنا بحترم ده جدًا.

دورك كـ”رحاب” في مسلسل “ظلم المصطبة” فتح كلام كبير عن العادات والتقاليد في الأرياف، إزاي شايفة التعامل مع القضايا دي في الدراما؟

الدراما لازم تكشف الحقيقة، حتى لو كانت مؤلمة، رحاب كانت مثال لبنات كتير بيتظلموا عشان تقاليد مش منطقية، والموضوع لمسني أكتر.

هل واجهتي صعوبات في تمثيل بيئة الريف من لهجة وتصرفات؟ ولا حسيتِ إنك قريبة من الشخصية؟

حسيت إني قريبة جدًا منها، اللهجة كنت عارفاها، والتصرفات دي شفتها بعيني، كنت بمثّل وأنا شايفة وشوش أعرفها.

شايفة إن الدراما الريفية ليها جمهور مختلف؟ وهل بتحبي تكرري التجربة؟

جدًا، الجمهور الريفي بيحب يشوف نفسه، وأنا بحب أشتغل على قصص حقيقية فيها تراب وشمس ووجع وحب، وهكررها أكيد.

شايفة نفسك فين بعد 5 سنين؟ بتحلمي بإيه؟

نفسي أعمل فيلم يفضل في ذاكرة الناس، ويقولوا عليه “ده اللي عرفنا بفاتن”، ونفسي أمثّل بره مصر كمان.

لو رجع بيكي الزمن، كنتي هتختاري التمثيل من الأول؟

أكيد، حتى لو الطريق صعب، ده حلمي، وأنا بحب التعب اللي فيه.

بعيدًا عن التمثيل، إيه أكتر حاجة بتحبي تعمليها؟

بحب أكتب، أوقات بكتب خواطر أو شخصيات بتجيلي في دماغي، وممكن أكتب مسلسل قريب. 

بتخافي من الفشل؟ ولا بتشوفيه خطوة في طريق النجاح؟

كنت بخاف، بس دلوقتي بقيت أشوفه درس، كل سقطة بتعلّمني حاجة، والمهم أقوم تاني.

script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-6898956440328841" crossorigin="anonymous">
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى