
كتبت / رنيم علاء نور الدين
في أحد أحياء هونغ كونغ المزدحمة، مارس 1999، اختفت فتاة تُدعى فان مان-يي، كانت تعمل مضيفة في ملهى ليلي وتصارع الإدمان والفقر. لم يفتقدها أحد سوى جيرانها، ولم يلاحظ غيابها إلا بعد مرور أيام طويلة، حين دخلت فتاة مراهقة إلى مركز الشرطة – مرتجفة، باكية، تهمس بعبارات غير مفهومة: “في الدمية… الجمجمة… إنها تنظر إليّ”.
بدأت القصة تتكشف. الفتاة كانت شاهدة على واحدة من أبشع الجرائم في تاريخ آسيا. فان مان-يي، كانت قد سرقت بطاقة ائتمان من أحد الزبائن – رجل عصابات يُدعى تشو مان-لوك. ومع صديقين آخرين، قرر الانتقام. اختطفوا الفتاة، واحتجزوها في شقة.
ما حدث داخل تلك الجدران لا يمكن تصديقه. عُذبت فان مان-يي يوميًا: أُطفئت السجائر في جسدها، ضُربت بالسلاسل، وُضعت في أوعية مياه ساخنة. الفتاة توسلت، صرخت، بكت… حتى فقدت صوتها. وبعد شهر، توفيت.
لكن الرعب لم ينتهِ بوفاتها. بل قام الثلاثة بتقطيع جثتها، واحتفظوا بجزء منها داخل دمية كبيرة لشخصية “هالو كيتي”، وكأنهم حولوا الموت إلى لعب.
عندما دخلت الشرطة الشقة، كانت الرائحة خانقة. وداخل الدمية، وُجدت الجمجمة. المحققون لم يصدقوا أعينهم.
حُكم على الجناة بالسجن المؤبد، ولم تُذكر كلمة “رحمة” في أي سطر من الحكم. حتى اليوم، تُعرف القضية باسم “Hello Kitty Murder”، وأصبحت رمزًا للظلام المتخفي تحت ستار الحياة العادية.