
كتبت/ فاطمة محمد
في أول مقابلة مباشرة مع وسيلة إعلام إسرائيلية، أعلن ياسر أبو شباب، قائد ميليشيا فلسطينية مسلّحة معارضة لحركة حماس داخل قطاع غزة، عن تعاونه مع الجيش الإسرائيلي، مؤكدًا أن مجموعته تنشط في قلب القطاع ولا تتبع أي فصيل سياسي أو أيديولوجي محدد.
وقال أبو شباب، خلال حواره مع إذاعة “مكان” الإسرائيلية الناطقة بالعربية، إن عناصر مجموعته “ذاقوا الظلم والبطش من قبل حماس”، وأنهم قرروا “التصدي لهذا الظلم”، مشددًا على أنهم لا يستبعدون “خيار المواجهة المباشرة مع حماس، بما في ذلك احتمال اندلاع حرب أهلية، مهما كان الثمن”.
ويُعد هذا الظهور الإعلامي هو الأول من نوعه لأبو شباب بالصوت والصورة، بعدما اعتاد سابقًا إصدار تسجيلات صوتية وبيانات مكتوبة أو إجراء مقابلات عبر البريد الإلكتروني، حسب ما ذكرته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
وخلال المقابلة، أوضح أبو شباب أن مجموعته نفّذت عمليات في مناطق خاضعة للسيطرة الإسرائيلية، مدّعيًا أن “الوضع الأمني هناك كان أفضل” من مناطق سيطرة حماس داخل غزة.
وقال: “نحن نتلقى دعمًا لوجستيًا من الجيش الإسرائيلي فقط. عندما ننفذ عمليات، نُبلغهم، لكن التنفيذ يبقى بأيدينا، ولا نتلقى أوامر مباشرة منهم”.
غضب الفصائل الفلسطينية: “دمهم مهدور”
ردت الفصائل الفلسطينية بغضب على تصريحات أبو شباب، معتبرة إياها خيانة صريحة.
وفي بيان شديد اللهجة، وصفت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، ياسر أبو شباب ومجموعته بأنهم “خونة وعملاء مأجورون، منزوعو الهوية الوطنية الفلسطينية بالكامل”، مؤكدة أن “دمهم مهدور” لدى كل الفصائل.
وحذرت الفصائل من أي تعامل مع هذه المجموعات، مشيرة إلى أن أبناء الشعب الفلسطيني “يتبرؤون منهم”، وأنهم أصبحوا “أدوات رخيصة بيد الاحتلال”، متوعدة بأنها “لن ترحم أي خائن أو متعاون مع العدو”.
ووصف البيان ميليشيا أبو شباب بأنها “وصمة عار في جبين الشعب الفلسطيني والأمة العربية”، مشيدًا في الوقت نفسه بمواقف العشائر والعائلات الفلسطينية التي رفضت التعاون مع الاحتلال أو أي جهة تخدمه.