
كتبت / رنيم علاء نور الدين
في لحظة انتظرها كثيرون، ولم يتوقعها إلا من عرفوا معدن الأبطال، أعلن اسم مصطفى محمد رفعت الغباشي ـ الطالب بكلية العلاج الطبيعي في جامعة القاهرة ـ بطلًا لإفريقيا في بطولة الكاراتيه المقامة بنيجيريا، بعدما اقتنص المركز الأول في كاتا فردي رجال، ورفع علم مصر عاليًا، قبل أن يعود ليضيف إلى رصيده المركز الثاني كاتا جماعي رجال، كأنه لا يرضى إلا بأن يحمل في كل يد ميدالية.
جامعة القاهرة، وعلى رأسها الدكتور محمد سامي عبد الصادق، لم تتأخر عن تقديم تهنئتها لهذا الإنجاز الذي تجاوز كونه مجرد “ميدالية ذهبية”، ليصبح دلالة على ما يمكن أن يصنعه الإصرار حين يُعانق الدعم الحقيقي. في بيان رسمي، أكدت الجامعة أن هذا الفوز لم يكن وليد المصادفة، بل نتيجة حتمية لما توليه من اهتمام لطلابها الموهوبين في شتى المجالات، إيمانًا منها بأن البطولة لا تقتصر على القاعات الدراسية، بل تتعداها إلى ميادين الرياضة، والثقافة، والإبداع.
مصطفى لم يكتفِ بأن يكون مجرد طالب، بل اختار أن يكون أيقونة.. نموذجًا حيًا لمن يواصل طريقه رغم كل شيء، في صمت، بتواضع الأبطال وهدوء العظماء.
الآن، وهو يحمل ذهب إفريقيا على صدره، تقف القاهرة ـ المدينة والجامعة ـ لتحييه، ويقف زملاؤه ليصفقوا، وتبدأ الأسئلة تتردد بصوتٍ عالٍ داخل كل من شاهد الإنجاز:
من التالي؟ ومن يجرؤ على الحلم؟