مجمّع إسعافي جديد ينبض بالحياة في قلب الصعيد.. هل يكون نقلة نوعية في منظومة الطوارئ؟

كتبت / رنيم علاء نور الدين
في خطوة جديدة نحو تعزيز العدالة الصحية وترسيخ مبدأ أن «الصعيد أولًا»، أعلنت هيئة الإسعاف المصرية انتهاء الأعمال الهندسية والإنشائية بالكامل للمجمّع الإسعافي الخدمي لإقليم جنوب الصعيد بمحافظة الأقصر، وهو المشروع الذي يُعد من أكبر الصروح الإسعافية الحديثة في مصر، والمقام على مساحة تتجاوز 2500 متر مربع، بهدف دعم المحافظات الجنوبية بشبكة إسعافية متطورة ومتعددة الخدمات.
الدكتور عمرو رشيد، رئيس مجلس إدارة الهيئة، بدأ جولة موسّعة من قلب محافظة الأقصر، على رأس لجنة هندسية وفنية موسعة، لاستلام المشروع رسميًا من الشركة المنفذة، بعد أن تم إنجازه وفقًا للجدول الزمني المحدد، وتحت إشراف مباشر من الإدارة الهندسية للهيئة.
ماذا يحتوي هذا المجمع الإسعافي المتكامل؟
جولة الدكتور “رشيد” كشفت عن تفاصيل هندسية دقيقة لمنشآت المجمع، الذي يضم أربعة مبانٍ رئيسية، لكل منها وظيفة حيوية:
المبنى الأول: هو المبنى الإقليمي لجنوب الصعيد، يتكون من طابقين ويضم الإدارات المسؤولة عن إدارة الأعمال المالية والإدارية لجميع محافظات الجنوب.
المبنى الثاني: هو فرع هيئة الإسعاف بالأقصر، مقام على مساحة 450 مترًا وبارتفاع 3 طوابق، يحتوي على غرف قيادة وتحكم مركزية لإدارة حركة سيارات الإسعاف ومكاتب إدارية لخدمة أهالي الأقصر.
الوحدة المركزية للإسعاف: والتي ستضم 4 سيارات إسعاف حديثة، بالإضافة لغرف إعاشة للأطقم، ووحدة صيانة متكاملة لتقليل زمن تعطّل السيارات وتقريب الخدمة من نقطة التشغيل.
مبنى المخازن اللوجستية ومركز التدريب: بمساحة 150 مترًا، ويعلوه مركز تدريب ومحاكاة مخصص لتأهيل الأطقم الإسعافية وفق أحدث بروتوكولات الإنقاذ والدعم الطبي.
الأمن والسلامة في صدارة التخطيط
المتابعة لم تقتصر على الإنشاءات فقط، بل شملت مراجعة اشتراطات الدفاع المدني، ربط أنظمة الإنذار بالكاميرات، وإدماج غرفة التحكم بالمجمع في الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة، ما يعكس رؤية حديثة لإدارة الطوارئ بمفهومها الرقمي الذكي.
زيارات ميدانية وقرارات إنسانية
لم تكن الجولة رسمية فقط، بل شملت زيارة عدد من نقاط التمركز الإسعافي في مناطق مثل الزينية وطيبة وشرق السكة، حيث استمع “رشيد” مباشرة إلى أطقم العمل، ووجّه بإدخال هذه النقاط ضمن خطة التطوير، بالإضافة لتركيب مكيفات هواء في المناطق النائية عالية الحرارة، بما يتناسب مع قدراتها الكهربائية.
الأجور والكوادر البشرية.. ملف لا يُنسى
وحول ملف الأجور، أكد الدكتور عمرو رشيد أن الهيئة تسير بخطى واثقة لتحسين أوضاع العاملين، مشيرًا إلى أن أول زيادة استثنائية في مرتبات العاملين تم تنفيذها العام الماضي، مشددًا على استمرار العمل بهدوء وعقلانية بدعم مباشر من القيادة السياسية.
مشروع بهذا الحجم، وهذه الدقة في التنفيذ والتوزيع والتخطيط، يُعد بالفعل نموذجًا لما يجب أن تكون عليه الرعاية الإسعافية في مصر الحديثة.
لكن يبقى السؤال: هل تنجح هذه المجمعات المتطورة في حل فجوة الاستجابة الإسعافية في الصعيد؟ وكيف يمكن الحفاظ على كفاءة التشغيل مع مرور الوقت؟