
كتبت / رنيم علاء نور الدين
كانت جنا طفلة مختلفة. كثيرة الضحك، تحب الغناء، وتركض وسط الحقول كفراشة، لا تعرف الخوف. لكن ما لم يعرفه أحد أنها كانت، دون أن تدري، تدوس على قلب طفل آخر، بقسوة.
في صباح أحد أيام فبراير، تغيبت جنا عن المنزل. اختفت تمامًا بعد المدرسة، والجميع بدأ في البحث عنها بجنون.
بعد ٤٨ ساعة، تم العثور على جثتها داخل مخزن مهجور خلف المدرسة. سكينة غُرست في صدرها، وملامح وجهها جامدة، كأنها لم تفهم ما حدث.
كان الطفل “عصام” هو آخر من رآها. وعندما بدأ المحققون في تفتيش الحقائب، وجدوا السكينة التي أزهقت حياتها… في حقيبته.
جلس الصغير أمام الضابط، عيونه واسعة ومبللة، لكنه لم يبكِ. فقط قال: “كانت بتضحك عليا كل يوم، قالتلي يا جبان قدام الكل… وأنا كنت عايز أبطل أكون كده”.
جنا لم تكن تعرف أنها تسير فوق جرح، ولم تكن تعلم أن هناك قلوبًا لا تتحمل السخرية.
كان طفلًا، لكنه حمل حقد الكبار… وسكين المطبخ.