أدب وثقافة

غادة عثمان… تعيد أمجاد “أغدًا ألقاك”

 

كتب/ مصطفى العقاد

في سطور قليلة سأشير إلى مضمون صفحات رواية من العيار الثقيل تحمل نوع فريد من الدراما الأدبية. رواية تشمل عدة من صور ناطقة بالعديد من المعاني إذ تجمع مشاهد مميزة مزيجها بين الواقع والخيال تأخذك من الحاضر إلى الماضي وتتأرجح بين الأمل والألم.

تجمع بين الرومانسية الراقية الاجتماعية المليئة بالعطف وتتفجر بالألم, ستشاهد نظرة عميقة من نافذة تاريخية, ستشعر بذروة فراق، ومن المشاعر ما ينطق باللقاء.

“أغدًا ألقاك” هي ملحمة مؤرخة بدقة كتبت بقلم واعد قد تمكن من إظهار حقبة زمنية برؤية كاملة ذات أبعاد غير أنها منقحة وكأن صاحبته عاشت هذه المدة ومرت بأحداثها. أمّا عن الشخصيات هي رموز حية وتم توظيفها بأماكنها الصحيحة بعناية واستطاعت الكاتبة إظهار طابع يعزز الود رغم اختلاط الأديان. ربما ستشعر بحركة كل منهم. تارة سيتجولون أمام عينيك وتارة أخرى ستستمع إلى حوار يدور بينهم، سيداهمك أنينهم بينما صوت البكاء سيحيطك وقتما تنتابهم نوبات من الحزن. وهذا هو إبداع خلقه سرد حوارًا أتقنته الكاتبة وكان هذا هو دورها الذي ميّز الرواية عن غيرها… رغم أنه عملها الأول إلا أنها برعت باستكمال حبكته حتى أصبح ناطق بأسلوب يمتدّ لأساليب كبار الكتاب.

رواية “أغداً ألقاك” ظاهرها هو أمل للقاء ولقد ذكرته الكاتبة بصورة مختلفة وتعمدت إظهاره بشكل أجمل فأعادت صياغته بلون أدبي واستعارتها لبيوت من القصيدة ودمج المحتوى قد أضاف روحًا مختلفة.. وهذا النوع من الروايات قد تكاسلت عنها أقلام العديد من المبدعين والكتاب الجدد. وبمعنى آخر إن هذا العمل ينتمي إلى صفوف أعمال رواد القلم وبصورة مشرفة. واستخدامها لمخزونها الجيد من اللغة العربية والمعاني البسيطة يوضح أنها تتقنها وتجيد ارتجالها وهذا هو الانتماء لصناع الأدب الراقي…شاركت الكاتبة “غادة عثمان” بمؤلفها الفريد بمعرض القاهرة الدولي للكتاب لعام 2024 ويخوض الآن سباقه للمرة الثانية بدورته لهذا العام 2025

script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-6898956440328841" crossorigin="anonymous">
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى