لم تكن تعلم أن المكان الذي دخلت فيه سيقوم بأخراجها جثة هامدة

كتبت : رنيم علاء نور الدين
في هذا العالم الذي نعيش فيه يصادفنا الكثير من الحكايات التي تظل بلا إجابة ، ونظل نبحث في كل مكان وكل ركن لنصل إلى إجابة ترضي فضولنا ،ومن بين تلك الحكايات التي ظلت إلى الأن لغز غامض ، وهذا لأنها حدثت في مكان ليس عادياً بل أشتهر بتاريخه الملطخ بالدماء والعزلة والانتحارات والوفيات الغامضة ، فدعونا ندخل في تفاصيل لغز جديد .
في يناير 2013، وصلت الطالبة الكندية إليسا لوس أنجلوس في رحلة بمفردها ،ذات الواحد والعشرين من عمرها، مبتسمة في صورها، تكتب يومياتها على مدونتها، وتستكشف مدينة لم تزورها من قبل ، ولأنها لم تعلم المدينة التي وضعت قدمها فيها ، وقع أختيارها على مكان قد سمعت عنه الكثير ، حيث يمتاز بشكله الخلاب من الخارج لكن داخله كان يخفي سر مرعباً .
حيث اختارت الإقامة في فندق يقع في منطقة داون تاون لوس أنجلوس ، فندق ، مكان يبدو من الخارج كأي فندق قديم، لكنه من الداخل… يحمل تاريخًا من الدم والعزلة والانتحارات والوفيات الغامضة ، معروفًا بتاريخه المشؤوم، حيث شهد العديد من الحوادث الغامضة مثل الانتحارات والجرائم ، وعلى الرغم من كل هذا أختارته إليسا ، فكان أول يوم وصولها في الـ 25 يناير .
كانت إليسا في فترة أقامتها تقوم بكتابة مدونتها وتشاركها مع متابعيها ، ولم تكتف بذلك فقط ،بل كانت تشاركهم كل مكان تزروه وكل ما تفعله ، وكان من الواضح أنها في قمة السعادة بتواجدها في هذه المدينة الجديدة ، فكانت ترى كل شئ حولها كالجنة ، حتى بدأت الأحداث تأخذ منحى غريبًا وتحولت الأمور إلى ما لا يُحمد عقباه.
ففي 31 يناير، اختفت إليسا ، لم يلحظ أحد غيابها في البداية، لكن مع مرور الأيام، بدأ موظفو الفندق والضيوف يشعرون أن هناك شيئًا غير طبيعي.
أبلغت عائلتها عن فقدانها، وبدأت الشرطة عملية بحث استمرت لأيام.ففي 31 يناير، اختفت إليسا ، لم يلحظ أحد غيابها في البداية، لكن مع مرور الأيام، بدأ موظفو الفندق والضيوف يشعرون أن هناك شيئًا غير طبيعي ، فكان النزلاء يشتكون من أن صنوبر المياة ينزل مياة سوداء وأن الرائحة كريهة للغاية ،فأبلغوا مسؤولين الفندق ، وعلى الفور تحركوا ليعلموا السبب ، وفي تلك الأثناء أيضاً قامت ادارة الفندق بأبلاغ عائلتها عن فقدان إليسا ،لأنها كانت مفقودة منذ أيام ، وكانت الشرطة تبحث عنها لأيام كثيرة .
ثم جاء مقطع الفيديو ، حيث كاميرات .
كاميرا المراقبة في المصعد وثقت اللحظات الأخيرة التي شوهدت فيها إليسا حية. كانتوكانت تتصرف بغرابة: تضغط جميع الأزرار، تنظر خارج المصعد بقلق، تختبئ، تلوّح بيديها في الهواء وكأنها تتحدث مع شيء لا نراه.
هذا الفيديو انتشر كالنار في الهشيم، وتحولت إليسا إلى لغز عالمي.
عالم وبسبب أن بعد أسبوعين، اشتكى كانت الضيوف تشتكي من انخفاض ضغط المياه…المياهوأن وطعم ولون المياة غريب للغاية ، فقامت الشرطة بالبحث عن السبب ، لهذا توجهت إلى خزان المياة.
عندماوعندما فُتح خزان المياه الموجود على سطح الفندق، وُجدت جثتها تطفو به.
، بدون ملابس.
، بدون تفسير ، متحلله تماماً .
كما أوضح تقرير الطب الشرعي أمر غريب ، حيث أكد أنها توفيت غرقًا.، وأنه لا يوجد علامات عنف، لا كدمات، لا جريمة مؤكدة. مجرد فتاة داخل خزان مياه مغلق، على سطح محظور الدخول إليه، في فندق لا تنتهي فيه الحكايات.
الشرطة اعتبرت الوفاة “حادثًا ناتجًا عن اضطراب نفسي”، فإليسا كانت تعاني من اضطراب ثنائي القطب.
لكن العالم لم يقتنع.
كيف وصلت إلى هناك؟
لماذا لم يفتح المصعد؟
من كانت تراه داخل الكاميرا؟
ولماذا لم يسمع أحد استغاثتها؟
منذومنذ تلك اللحظة، أصبحت إليسا أيقونة الغموض على الإنترنت. ظهرت نظريات لا حصر لها:
من جريمة قتل مغطاة بعناية، إلى شبح من الماضي، إلى تلميحات عن طقوس سرية وتجارب مريبة.
كل هذا في مكان وُصف بأنه “مغناطيس للمآسي”: فندق سيسيل.
اليوم، وبعد مرور أكثر من عقد، لا تزال قصة إليسا لام تُروى.
ربما لأننا نخشى المجهول، وربما لأننا نبحث عن نهاية لحكاية لم نصدقها يومًا.
لكن الحقيقة تبقى كما هي:
إليسا لام صعدت إلى السطح… ولم تعد أبدًا.