
كتبت/ فاطمة محمد
أثارت موجة من الغضب والرفض ما تعرّض له الطفل الممثل جان رامز من حملة تنمّر إلكترونية عبر صفحته على “فيسبوك”، تجاوزت حدود النقد والرأي لتصل لحد تمني الأذى له، في واقعة تُبرز تصاعد العنف اللفظي والانفلات الأخلاقي على المنصات الرقمية.
بدأت الحملة عقب منشور بريء من الطفل عبّر فيه عن سعادته بالعطلة المفاجئة التي أعلنتها وزارة التربية والتعليم بسبب سوء الأحوال الجوية
إلا أن عددًا من المستخدمين استغلوا منشوره للربط بينه وبين واقعة اعتداء حديثة على الطفل “يٰس”، حيث كتب بعضهم تعليقات صادمة تتمنى أن يكون جان هو الضحية.
وأثار هذا السلوك موجة استياء، استدعت تدخل الفنان والمؤلف عمرو محمود يٰس، الذي أعلن رفضه القاطع لما وصفه بـ”كارثة”، مطالبًا الجميع بتحمّل مسؤولياتهم في حماية الأطفال، ومتوعدًا بملاحقة المعتدين لفظيًا واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضدهم.
ومن جانبها، عيّنت والدة جان رامز شركة متخصصة في إدارة حسابات التواصل الاجتماعي لمتابعة التعليقات المسيئة وحذفها أولًا بأول، في محاولة لحماية ابنها من الكراهية الإلكترونية كما أكدت على توجُّه والده لرفع دعاوي قضائية يدين فيها كل من شارك في مثل هذه التعليقات المسيئة،
وبعد حذف الجزء الأكبر من التعليقات المسيئة، تحوّل التفاعل على الصفحة لموجة دعم وتعاطف، إذ عبّر كثير من المتابعين عن صدمتهم من بشاعة ما كُتب سابقًا، وبدأوا في كتابة تعليقات إيجابية تُواسي الطفل وتحاول رفع معنوياته.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها جان رامز لموجات من الكراهية على الإنترنت، إذ سبق وتداولت بعض الصفحات شائعة كاذبة عن وفاته قبل أشهر، وبحسب ما ذكرت جريدة القاهرة 24 تسبّبت الشائعات في إصابة والدته بأزمة نفسية.
وتُعد هذه الواقعة امتدادًا لتباين الآراء حول خفة ظله وحضوره الفني، بين من يشيد بموهبته، ومن يرى أنه لا يستحق المساحة التي يحظى بها في الأعمال التمثيلية.
وتعيد الحملة الأخيرة إلى الواجهة الدعوات المتكررة لمساءلة المتنمرين رقميًا، ومراجعة آليات الرقابة على المحتوى المسيء، حمايةً للطفولة، وضمانًا لبيئة رقمية صحية تحترم حقوق الإنسان، بغض النظر عن الدين أو الخلفية الاجتماعية أو التوجهات الشخصية.