
كتبت / رنيم علاء نور الدين
في أحد أحياء شبرا القديمة، وبين بيوت متقاربة تخنقها الذكريات، كانت شقة في الطابق الثاني تضيء كل ليلة بصوت ضحك بنت في العشرين من عمرها، اسمها نادين.
نادين كانت عايشة مع خالها، بعد وفاة أمها وسفر والدها. الشقة صغيرة، لكنها مليانة دفء، أو هكذا ظن الجيران.
يوم الجمعة، الساعة عشرة ونص مساءً، انقطعت الكهرباء عن البناية بالكامل. الجيران خرجوا يشوفوا المشكلة، لكن من شباك شقة نادين، شافوا وهج غريب، مش نور… لهب.
طرقوا الباب. مفيش رد. كسروا الباب.
وكانت الفاجعة.
نادين، كانت جثتها محروقة جزئيًا على السرير، والغرفة كلها مليانة آثار دماء، كأن النار جات بعد جريمة. الخال كان مختفي. والأنبوبة في المطبخ مفتوحة.
التحقيقات كشفت إن الخال حاول يغتصب نادين، ولما قاومته، ضربها بعنف. وبدل ما يسيبها، حاول يخفي الجريمة بحرق الجثة. لكنه ما عرفش يهرب، واتقبض عليه بعدها بساعات في موقف عبود.
أثناء التحقيق قال: – “هي استفزتني… كانت كل يوم ترجع متأخر، وكانت بتزعقلي… أنا اللي ربيتها!”
لكن الحقيقة إن البنت كانت بتحاول تعيش. وكانت أقرب للهرب من البيت، بعد ما شافت منه نظرات مش مريحة.
الطب الشرعي أثبت واقعة الاغتصاب قبل الوفاة.
والجيران، اللي كانوا بيسمعوا صوت ضحكتها، ما عرفوش إن في يوم النور هيطفي… للأبد.