
كتبت / رنيم علاء نور الدين
كانت سهى تعرف كيف تختار كلماتها بعناية. تعمل خبيرة تجميل، جميلة اللسان كما الملامح، لا تتحدث كثيرًا، لكنها حين تتكلم… يصمت الجميع.
لكن الشيء الوحيد الذي كانت لا تحبه هو المرآة… تحديدًا المرآة الكبيرة في غرفتها. تلك التي كانت تنظر إليها ثم تزيح بصرها فورًا، كما لو أن شيئًا ما يسكنها.
في صباح الجمعة، دخل شقيقها شقتها بعدما فقد الأمل في التواصل معها ليومٍ كامل. أول ما دخل، لم يُلاحظ الفوضى… بل الصمت.
ثم رآها. جسدها مرميٌ أمام المرآة، مذبوحة من الرقبة، والدماء رسمت خطًا طويلاً حتى وصلت لأطراف السجادة.
لم يُكسر الباب، ولم تُسرق محتويات الشقة، فقط المرآة… تحطمت.
المحققون بدؤوا بفحص كل شيء: مناديل عليها آثار ماكياج غريب، هاتف بلا شريحة، وقميص رجالي في خزانة الملابس. كل هذا يشير إلى ضيف… لكن من هو؟
الخيط الذي كشف القصة كان في رسائل مخفية على تطبيق دردشة. رسالة تقول: “لو ما رجعتيليش، أنا اللي هكسّرلك كل مراية بتحبي تبصي فيها”.
الاسم؟ كريم، خطيبها السابق. العلاقة انتهت قبل عام، لكنه لم يخرج من حياتها فعليًا. في يوم الحادث، دخل مستخدمًا نسخة قديمة من مفتاحه، وانتظرها بهدوء.
في التحقيق، قال: “أنا كنت بس عايزنا نرجع… ولما رفضت، حسيت إني بعيط في مراية مكسورة”.
سؤال واحد فقط لم يُجب عليه حتى الآن: هل دخل ليقتل… أم دخل ليبكي؟