
كتبت – مريم مصطفى
فُجع الوسط الفني المصري والعربي صباح اليوم الأربعاء 30 يوليو 2025، برحيل الفنان القدير لطفي لبيب عن عمر ناهز الـ74 عامًا، بعد صراع طويل ومرير مع المرض.
وقد أكدت مصادر طبية داخل المستشفى الذي كان يتلقى فيه العلاج أن الوفاة حدثت فجرًا، بعد تدهور حالته الصحية خلال الأيام الأخيرة.
معاناة صحية طويلة
كان الفنان لطفي لبيب قد مرّ خلال السنوات الماضية بعدد من الأزمات الصحية التي أثرت على قدرته على مواصلة نشاطه الفني.
ورغم محاولاته للعودة إلى الساحة من حين لآخر، إلا أن تقدمه في السن وتدهور حالته جعلاه يُفضل الابتعاد شيئًا فشيئًا، إلى أن أعلن رسميًا اعتزاله الفن في عام 2022، مؤكّدًا حينها أن حالته الصحية لم تعد تسمح له بالوقوف أمام الكاميرا.
مسيرة فنية ثرية
لطفي لبيب هو أحد أعمدة الدراما والسينما المصرية، وُلد عام 1951، ودرس في كلية الآداب قبل أن يلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ومنه انطلق إلى الساحة الفنية، حيث قدّم على مدار أكثر من 40 عامًا، عشرات الشخصيات المتنوّعة التي تراوحت بين الكوميديا والدراما والتراجيديا.
شارك لبيب في أكثر من 100 فيلم سينمائي، أبرزها دوره الشهير كسفير إسرائيل في فيلم السفارة في العمارة مع الفنان عادل إمام، وهو الدور الذي لاقى ردود فعل واسعة من الجمهور والنقاد على حد سواء.
كما تألق في عدد من المسلسلات، منها صاحب السعادة وعفاريت عدلي علام، مقدمًا أدوارًا ذات طابع خاص، اتسمت بالواقعية والبعد الإنساني.
قلم مبدع وتجربة وطنية
لم يقتصر عطاؤه على التمثيل فقط، بل دخل عالم الكتابة أيضًا، فساهم في كتابة سيناريوهات مستوحاة من تجاربه الشخصية، أبرزها الكتيبة 26، الذي استعرض فيه تجربته كمجند في صفوف الجيش المصري خلال حرب أكتوبر 1973، مجسدًا من خلاله واقع الجندي المصري وبطولاته.
آخر ظهور فني
آخر أعماله السينمائية كان فيلم أنا وابن خالتي، والذي شارك فيه رغم ظروفه الصحية الصعبة، لكنه أصرّ على الظهور وتقديم دوره للنهاية، في لفتة اعتبرها الجمهور وداعًا فنيًا بامتياز.
وداعًا أيها الفنان الإنسان
برحيل لطفي لبيب، تفقد الساحة الفنية صوتًا هادئًا وفكرًا عميقًا وفنانًا صاحب بصمة لا تُنسى.
فقد كان وجهًا مألوفًا في كل بيت مصري وعربي، وأحد أولئك الذين قدّموا الفن في أرقى صوره، بعيدًا عن الابتذال، ملتزمًا دائمًا بقضايا مجتمعه وهموم الناس.
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وألهم أسرته ومحبيه الصبر والسلوان.