
كتبت مريم مصطفى
أكدت الحكومة البريطانية أن خطتها للاعتراف بدولة فلسطينية في سبتمبر المقبل لا تهدف إلى مكافأة حركة “حماس”، بل تأتي ضمن مساعٍ لدعم الشعب الفلسطيني وإنهاء المعاناة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة.
وفي تصريحات رسمية الأربعاء، نفت وزيرة النقل البريطانية هايدي ألكسندر، التي تم تكليفها بالرد على الانتقادات الموجهة، أن يكون الاعتراف بمثابة “جائزة” لحماس، موضحة أن القرار يركز على “الأطفال الذين يموتون جوعًا في غزة”، بحسب
يأتي هذا الموقف بعد إعلان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن بلاده ستعترف رسميًا بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2025، إذا لم تتخذ إسرائيل خطوات ملموسة لتحسين الوضع الإنساني في غزة، ووقف عمليات الضم في الضفة الغربية، والموافقة على عملية سلام تؤدي إلى حل الدولتين.
ردًا على هذا التوجه، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن رفضه القاطع، واعتبر أن الاعتراف البريطاني سيكون بمثابة “مكافأة لحماس”، وهي ذات الرواية التي تبناها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي أشار إلى أن القرار قد يعطي شرعية غير مباشرة لجماعة مصنفة إرهابية من قبل واشنطن وتل أبيب.
من جانبها، دعمت فرنسا الموقف البريطاني وأعلنت أيضًا نيتها الاعتراف بدولة فلسطين في نفس الإطار الزمني، ضمن تنسيق سياسي أوروبي متزايد لدفع جهود السلام.
ورحبت الدول العربية الكبرى، مثل السعودية ومصر والسلطة الفلسطينية، بالخطوة البريطانية، ووصفتها بأنها “تحرك تاريخي” يُعيد التوازن إلى ملف القضية الفلسطينية في المحافل الدولية.
في سياق موازٍ، أكد ترمب أن واشنطن أرسلت مساعدات غذائية إلى قطاع غزة، لكنه شدد على أهمية ضمان عدم وقوع تلك المساعدات في أيدي حماس. وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أبلغه مؤخرًا برغبته في ضمان توزيع المساعدات بشكل عادل وفعال، بعيدًا عن سيطرة الجماعات المسلحة.
ورغم التباينات، يبقى ملف الاعتراف بدولة فلسطين أحد أبرز محاور الجدل في السياسات الدولية المتعلقة بالشرق الأوسط خلال الأشهر المقبلة.