احتجاجات مفاجأة في غزة ضد حماس والحركة تؤكد عدم سعيها للسيطرة على الحكم

كتبت/ فاطمة محمد
شهد قطاع غزة احتجاجات غير مسبوقة تطالب برحيل حركة حماس عن السلطة، في ظل الدمار الواسع الذي خلفته الحرب المستمرة.
بدأت الأحداث يوم الثلاثاء، عندما تجمع مئات الفلسطينيين بجوار مخيم للنازحين في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، وساروا وسط الأنقاض مرددين هتافات مناهضة لحركة حماس، من بينها “حماس برا برا”
ووفق مشاهد مصورة، فرّق ملثمون المحتجين.
وجاءت هذه المظاهرات بعد يوم من إطلاق حركة الجهاد الإسلامي صواريخ باتجاه إسرائيل، وهو ما أعقبته إسرائيل بقرار إخلاء السكان من أجزاء كبيرة من بيت لاهيا، مما زاد من الغضب الشعبي في المنطقة
وبعد أيام من استئناف إسرائيل هجماتها المكثفة على غزة، استشهد ونزح مئات الفلسطينيين في ظل تصاعد العنف وانهيار الخدمات الأساسية.
محمد دياب، أحد المشاركين في الاحتجاجات، فقد شقيقه في غارة جوية ودُمّر منزله بالكامل
يقول: “نرفض الموت من أجل أحد أو أجندات سياسية”، مؤكدًا أن على حماس “الاستماع لصوت الحزن الذي يخرج من تحت الأنقاض، فهو الصوت الأكثر صدقًا”.
وفي خضم هذه الأحداث، طالب منذر الحايك، المتحدث باسم حركة فتح في غزة، حماس بالاستجابة لمطالب الشعب والتنحي عن السلطة، متهماً وجودها بأنه بات “خطراً على القضية الفلسطينية”
وأشار إلى أن العشائر والمخاتير سبق أن دعوا الحركة للخروج من المشهد الحكومي، لكن الأخيرة لم تستجب، ما دفع الناس للخروج مجدداً للمطالبة بالتغيير.
في المقابل، قال الناطق باسم حركة حماس، عبد اللطيف القانوع، في بيان صحفي، إن حماس “مستعدة لتنفيذ أي ترتيبات تحظى بالتوافق الوطني، وهي ليست معنية بأن تكون جزءًا منها”
وأضاف أن الحركة “وافقت على تشكيل لجنة إسناد مجتمعي في غزة لا تتضمن الحركة، إذ لا طموح لدينا لإدارة القطاع، وما يعنينا هو التوافق الوطني ونحن ملتزمون بمخرجاته”.
وأظهرت استطلاعات الرأي انقسامًا في الشارع الفلسطيني، حيث أشار آخر استطلاع أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في سبتمبر إلى أن 35% من سكان غزة يؤيدون حماس، مقابل 26% يدعمون حركة فتح
لكن مع تصاعد الدمار وفقدان آلاف الفلسطينيين لمنازلهم وأحبائهم، تتزايد التساؤلات حول مستقبل الحكم في غزة بعد انتهاء الحرب.